استبراء ولا قضاء عدّة وهذا خلاف ما عليه اُمّة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم (١).
نحن لا نعلّق على تلك الأساطير شيئاً وإنّما نمرّ عليها كراماً.
عبدالله بن أحمد بن محمود أبو القاسم البلخي. قال الخطيب : من متكلّمي المعتزلة البغداديين ، صنّف في الكلام كتباً كثيرة وأقام ببغداد مدّة طويلة وانتشرت بها كتبه ، ثمّ عاد إلى بلخ فأقام بها إلى حين وفاته. أخبرني القاضي أبو عبدالله الصيمري ، ( حدّثنا ) أبو عبدالله محمّد بن عمران المرزباني ، قال : كانت بيننا وبين أبي القاسم البلخي صداقة قديمة وكيدة وكان إذا ورد مدينة السلام قصد أبي وكثر عنده ، وإذا رجع إلى بلده لم تنقطع كتبه عنّا ، وتوفّي أبو القاسم ببلخ في أوّل شعبان سنة تسع عشرة وثلاثمائة » (٢).
وقال ابن خلّكان : « العالم المشهور كان رأس طائفة من المعتزلة يقال لهم « الكعبيّة » وهو صاحب مقالات ، ومن مقالته : أنّ الله سبحانه وتعالى ليست له إرادة ، وأنّ جميع أفعاله واقعة منه بغير إرادة ولا مشيئة منه لها ، وكان من كبار المتكلّمين ، وله اختيارات في علم الكلام ، توفّي مستهلّ شعبان سنة سبع عشرة وثلاثمائة. والكعبي نسبة إلى بني كعب ، والبلخي نسبة إلى بلخ إحدى مدن خراسان » (٣).
وقد خفي على الخطيب وابن خلّكان ما يهدف إليه الكعبي من نفي الإرادة والمشيئة عنه سبحانه ، وقد اختار من أنظاره تلك النظريّة للازدراء عليه ، ولكنّهما غفلا عن أنّ الكعبي لا يهدف إلى نفي الإرادة عن الله سبحانه حتّى يعرّفه كالفواعل
__________________
١ ـ لاحظ : الانتصار ص ٨، ١٤٤، ٨٩.
٢ ـ تاريخ بغداد : ج ٩، ص ٣٨٤.
٣ ـ وفيات الاعيان : ج ٣، ص ٤٥ رقم الترجمة ٣٣٠.