مدارس الاعتزال
إنّ مدارس الاعتزال لا تتجاوز مدرستين : مدرسة البصرة ، ومدرسة بغداد. والاُولى منهما مهد الاعتزال ومغرسه ، وفيها برز واصل بن عطاء ، وعمرو بن عبيد ، وأبو الهذيل العلاّف والنظّام.
غير أنّه تأسّست في أواخر القرن الثاني مدرسة اُخرى في عاصمة الخلافة العبّاسيّة « بغداد » بمهاجرة أحد خرّيجي مدرسة البصرة إليها وهو بشر بن المعتمر ( م ٢١٠ ). فظهر هناك رجال مفكّرون على منهج الاعتزال ، وأثار التعدّد والبعد المكاني خلافات بين خرّيجي المدرستين في كثير من المسائل الفرعيّة بعد الاتفاق على المسائل الرئيسيّة.
ولكلّ من المدرستين مميّزات ومشخّصات يقف عليها من تدبّر في أفكار أصحابها وآرائهم. ولبعض المعتزلة رسائل مخصوصة في هذا المضمار.
غير أنّ الناظر فيما ينقل ابن أبي الحديد المعتزلي من مشايخه البغداديّين أنّهم يوافقون الشيعة أكثر من معتزلة البصرة. وقد ألّف الشيخ المفيد ( م ٤١٣ ) رسالة باسم « المقنعة » في وفاق البغداديين من المعتزلة لما روى عن الأئمّة عليهمالسلام (١).
وللتعرّف على بعض مشايخ المدرستين نأتي بهذا الجدول :
١ ـ واصل بن عطاء ( م ١٣١ ).
٢ ـ عمرو بن عبيد ( م ١٤٣ ).
٣ ـ أبو الهذيل العلاّف ( م ٢٣٥ ).
__________________
١ ـ أوائل المقالات : ص ٢٥. وهذا الكتاب غير كتابه الآخر بهذا الاسم في الفقه.