حملها على ذاته ، وكان قولنا : « الله الواجب » بمثابة حمل الشيء على نفسه ».
٦ ـ وقال أيضاً : « لو كان العلم نفس الذات والقدرة نفس الذات لكان العلم نفس القدرة فكان المفهوم من العلم والقدرة واحداً » (١).
يلاحظ عليه : أنّ الاشكالين من الوهن بمكان ، حتّى إنّ المستشكل لم يقبله. وأساس الاشكال هو الخلط بين الوحدة المفهوميّة والوحدة المصداقيّة ، والقائل يقول بالثاني لا بالأوّل. ولأجل ذلك يقول الايجي في دفع الاشكال الأوّل : « وفيه نظر ، فإنّه لا يفيد إلاّ زيادة هذا المفهوم على مفهوم الذات ، وأمّا زيادة ما صدق عليه هذا المفهوم على حقيقة الذات فلا ».
وعند ذلك يصحّ لشيخ الاعتزال أن يتمثّل ويقول :
وكم من عائب قولاً صحيحا |
|
وآفته من الفهم السقيم |
كلام الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في عينيّة الصفات مع الذات
قد ورد في خطب الإمام عليهالسلام ما يدلّ على نفي زيادة الصفات لله تعالى بأبلغ وجه وآكده حيث قال في خطبة من خطبه المشهورة : « أوّل الدين معرفته ، وكمال معرفته التصديق به ، وكمال التصديق به توحيده ، وكمال توحيده الاخلاص له ، وكمال الاخلاص له نفي الصِّفات عنه ، لشهادة كلّ صفة أنّها غير الموصوف ، وشهادة كلّ موصوف أنّه غير الصِّفة ، فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه ، ومن قرنه فقد ثنّاه ، ومن ثنّاه فقد جزّأه ، ومن جزّأه فقد جهله ، ومن جهله فقد أشار إليه ، ومن أشار إليه فقد حدّه ، ومن حدّه فقد عدّه ، ومن قال فيم فقد ضمّنه ، ومن قال علام فقد أخلى منه » (٢).
وتوضيح هذه الجمل الدّريّة تدفعنا إلى البسط في الكلام ولكنّ المقام لا يقتضيه وإنّما نشير إلى بعضها.
____________
١ ـ المواقف : ص ٢٨٠.
٢ ـ نهج البلاغة : الخطبة الاُولى.