١١ ـ إنكار الآخرة
قال سبحانه : ( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ولِقَاءِ الآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ ) ( سورة الأعراف : الآية ١٤٧. ولاحظ سورة الكهف : الآية ١٠٥ ).
وهو فرع من فروع الكفر وليس عاملاً مستقلاّ ً.
١٢ ـ النِفاق
قال سبحانه : ( قَدْ يَعْلَمُ اللّهُ المَعَوِّقِينَ مِنْكُمْ والقَائِلِينَ لإخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إَلَيْنَا ولا يَأْتُونَ البَأْسَ إلاّ قَلِيلاً * أُولِئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ وكَانَ ذلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً ) ( سورة الاحزاب : الآيتان ١٨ و١٩ ).
وقوله : « لإخوانهم » ، يدلّ على أَنّهم لم يكونوا مؤمنين ، بل كانوا منافقين. ويصرّح به قوله : « أُولئك لم يُؤّْمِنوا ». وعلى ذلك فيَرجع النّفاق إلى عامل الكفر وعدم الإِيمان ، وليس سبباً مستقلاً.
هذه هي أبرز أسباب الإِحباط في الذّكر الحكيم ، وقد عرفت إمكان إذعام البعض في البعض ، وعلى كلِّ تقدير ، فالإحباط هنا هو بطلان أَثر المقتضي ، لا إبطال أَثر ثابت بالفعل ، كما تقدّم (١).
التّكفير هو إسقاط ذنوب الأفعال المتقدّمة بثواب الطّاعات المتأَخِّرة ، وهو لا يعدّ ظلماً ، لأنّ العقاب حقّ للمولى ، وإسقاط الحقّ ليس ظلماً بل إحسان ، وقد عرفت أَنّ خلف الوعيد ليس بقبيح وإنّما القبيح خلف الوعد. فلأجل ذلك لا حاجة إلى تقييد استحقاق العقاب أو استمرار استحقاقه بعدم تعقّب الطّاعات. بل الاستحقاق
__________________
١ ـ وأمّا بيان عوامل الإحباط في السنّة فهو موكول الى محل آخر.