٢
المرجئة
المرجئة على وزن المرجعة بصيغة الفاعل من أرجأ الأمر : أخّره. وترك الهمزة لغة. قال في اللِّسان : أرجأت الأمر وأرجيته : إذا أخّرته. وقرئ أرجه ، وأرجئه قال تعالى : ( تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ ) ( الأحزاب / ٥١ ) و « الإرجاء » التأخير ، والمرجئة صنف من المسلمين والنّسبة إليه مرجئيّ مثال مرجعي (١).
وقال ابن الأثير في ( النِّهاية ) : المرجئة تهمز، ولاتهمز وكلاهما بمعنى التّأخير ، يقال : أرجأته وأرجيته : إذا أخّرته فنقول من الهمز رجل مرجئي ، وهم المرجئة وفي النسب : مرجئي مثال مرجع ومرجعة ومرجعي ، وإذا لم تهمز قلت : رجل مرج ومرجية ومرجيّ مثل معط ومعطية ومعطيّ (٢).
وظاهر كلامهما أنّها مأخوذة من الإرجاء بمعنى التّأخير ، ويحتمل أن يكون مأخوذاً من الرجاء أي الأمل. والمشهور هو الأوّل. وسرّ تسميتهم بالمرجئة بمعنى المؤخِّرة أحد الوجهين :
١ ـ طال التشاجر في معنى الإيمان في العصر الأوّل ، وحدثت آراء وأقوال حول حقيقته بين الخوارج والمعتزلة ، فذهبت المرجئة إلى أنّه عبارة عن مجرّد الإقرار بالقول
__________________
١ ـ لسان العرب مادة « رجأ ».
٢ ـ النهاية ج ٢ ص ٢٠٦ نفس المادة.