٥ ـ وعن الرضا عن آبائه ـ صلوات الله عليهم ـ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : الايمان معرفة بالقلب ، وإقرار باللسان وعمل بالأركان (١).
إلى غير ذلك من الرّوايات الّتي جمعها العلاّمة المجلسي قدسسره في بحاره ، باب « الايمان مبثوث على الجوارح » (٢).
أقول : الظّاهر أنّها وردت لغاية ردّ المرجئة الّتي تكتفي في الحياة الدينية بالقول والمعرفة ، وتؤخّر العمل وترجو رحمته وغفرانه مع عدم القيام بالوظائف ، وقد تضافر عن أئمّة أهل البيت عليهالسلام لعن المرجئة.
روى الكليني عن الصادق عليهالسلام أنّه قال : لعن الله القدريّة ، لعن الله الخوارج ، لعن الله المرجئة ، لعن الله المرجئة ، فقلت : لعنت هؤلاء مرّة مرّة ولعنت هؤلاء مرّتين قال : إنّ هؤلاء يقولون : إنّ قَتَلَتَنا مؤمنون ، فدماؤنا متلطّخة بثيابهم إلى يوم القيامة. إنّ الله حكى عن قوم في كتابه : ( ألاّ نُؤْمِنُ لِرَسُول حَتّى يَأْتِينَا بِقُرْبَان تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُموهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) قال : كان بين القاتلين والقائلين خمسمائة عام فألزمهم الله القتل برضاهم ما فعلوا (٣).
وروى أيضاً عن أبي مسروق قال : سألني أبو عبدالله عليهالسلام عن أهل البصرة ما هم؟ فقلت : مرجئة وقدريّة وحروريّة ، قال : لعن الله تلك الملل الكافرة المشركة الّتي لا تعبد الله على شيء (٤).
إلى غير ذلك من الرِّوايات الواردة في ذمّ هذه الفرقة الّتي كانت تثير روح العصيان والتمرّد على الأخلاق والمثل بين الشباب ، وتحرّضهم على اقتراف الذنوب والمعاصي رجاء المغفرة.
__________________
١ ـ عيون أخبار الرضا ج ١ ص ٢٢٦.
٢ ـ بحار الأنوار ج ٦٩ الباب ٣٠ من كتاب الكفر والايمان ص ١٨ ـ ١٤٩.
٣ ـ الكافي ج ٢، ص ٤٠٩، الحديث ١.
٤ ـ الكافي ، ج ٢، ص ٤٠٩، الحديث ٢. والآية ١٨٣ من سورة آل عمران.