كَانَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ عَيْنٌ بِالْمَدِينَةِ ، يَكْتُبُ إِلَيْهِ بِأَخْبَارِ مَا يَحْدُثُ فِيهَا ، وَإِنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام أَعْتَقَ جَارِيَةً (١) ، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا ، فَكَتَبَ الْعَيْنُ إِلى عَبْدِ الْمَلِكِ ، فَكَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام : أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَلَغَنِي تَزْوِيجُكَ مَوْلَاتَكَ ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ كَانَ فِي أَكْفَائِكَ (٢) مِنْ قُرَيْشٍ مَنْ تَمَجَّدُ بِهِ فِي الصِّهْرِ ، وَتَسْتَنْجِبُهُ فِي الْوَلَدِ ، فَلَا لِنَفْسِكَ نَظَرْتَ ، وَلَا عَلى وُلْدِكَ أَبْقَيْتَ ، وَالسَّلَامُ.
فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام : « أَمَّا بَعْدُ ، فَقَدْ بَلَغَنِي كِتَابُكَ تُعَنِّفُنِي (٣) بِتَزْوِيجِي مَوْلَاتِي ، وَتَزْعُمُ أَنَّهُ كَانَ (٤) فِي نِسَاءِ قُرَيْشٍ مَنْ أَتَمَجَّدُ بِهِ فِي الصِّهْرِ ، وَأَسْتَنْجِبُهُ فِي الْوَلَدِ ، وَأَنَّهُ لَيْسَ فَوْقَ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم مُرْتَقىً (٥) فِي مَجْدٍ ، وَلَا مُسْتَزَادٌ فِي كَرَمٍ ، وَإِنَّمَا كَانَتْ مِلْكَ يَمِينِي ، خَرَجَتْ مَتى (٦) أَرَادَ اللهُ (٧) ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ
__________________
الرحمن بن محمّد ». وفي الوسائل : ـ « عن أبي عبد الله ».
ولم تظهر لنا حقيقة حال السند. وما احتمله بعض الأعلام من أنّ الصواب هو « أبي عبد الله عبد الرحمن بن محمّد » وأنّ المراد من عبد الرحمن بن محمّد هو عبد الرحمن بن محمّد بن عبيد الله العرزمي ، لا يمكن المساعدة عليه ؛ فإنّ كنية العرزمي هذا ، هو أبو محمّد ، كما في رجال النجاشي ، ص ٢٣٧ ، الرقم ٦٢٨.
وأمّا ما ورد في هامش المطبوع من استظهار كون أبي عبد الله هو أبو عبد الله محمّد بن أحمد الجاموراني ، فهو أيضاً غير تامّ ؛ فإنّا لم نجد ـ مع الفحص الأكيد ـ رواية والد أحمد بن محمّد بن خالد عن الجاموراني في موضع ، بل أحمد نفسه روى كتاب أبي عبدالله الجاموراني ـ كما في الفهرست للطوسي ، ص ٥٢٩ ، الرقم ٨٥٠ ؛ ورجال النجاشي ، ص ٤٥٦ ، الرقم ١٢٣٨ ـ وقد تكرّرت روايته عن الجاموراني في الأسناد ، منها ما تقدم في ح ٩٤٥٦ و ٩٤٦٥.
(١) في « بح ، بف ، بن جت ، جد » والوسائل والبحار : + « له ».
(٢) الأكفاء : الأمثال والنظائر ، جمع الكفيء ، وهو النظير والمساوي والمثل. راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ١٣٩ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١١٧ ( كفأ ).
(٣) التعنيف : التوبيخ ، والتقريع ، واللؤم ، والعتاب. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٠٩ ( عنف ).
(٤) في « ن ، بخ ، بن ، جت ، جد » والوسائل والبحار : « قد كان ».
(٥) في الوسائل والبحار : « المرتقى ».
(٦) في « ن ، جت ، جد » والوافي والوسائل والبحار : « منّي ». وفي « بخ ، بف » والوافي : « منّي كما ».
(٧) في المرآة : « قوله عليهالسلام : أراد الله ، جملة معترضة تعليليّة ، أي خرجت منّي بأمر التمست بذلك الأمر ثوابه ؛