التنوين ، قال : وكانت الأولى أولى بالحذف لأن الطارئ يزيل حكم الثابت ، قال : فإن كان المقصور غير منوّن نحو : رأيت العصا فالألف هي لام الكلمة اتفاقا. وفي (شرح الإيضاح) لأبي الحسين بن أبي الربيع : اختلف النحويون في هذه الألف الموجودة في الوقف في الأحوال الثلاثة : في الرفع والنصب والجرّ ، فرجعت الألف الأصلية لزوال ما أزالها. وذهب المازني إلى أنها بدل من التنوين لأن قبل التنوين فتحة في اللفظ فصار (عصا) في الأحوال الثلاثة بمنزلة زيد في قولك رأيت زيدا. وذهب أبو علي الفارسي إلى أنها في الرفع والخفض بدل عن الألف الأصلية لزوال التنوين ، وفي النصب بدل من التنوين.
الثامن عشر : تحيّة وتئيّة إذا نسبت إليهما قلت : تحويّ وتأويّ بحذف إحدى الياءين وقلب الأخرى واوا ، والياء المحذوفة هي الأولى التي هي عين الكلمة ، والباقية المنقلبة هي الثانية وهي لام الكلمة ، جزم به أبو حيان.
التاسع عشر : باب رميّة ينسب إليه رمويّ كذلك ، والمحذوف الياء الأولى وهي الياء المدغمة في لام الكلمة جزم به أيضا. وكذلك باب (مرميّ) إذا قيل فيه (مرموي) ، المحذوف منه الياء الأولى وهي الزائدة المنقلبة عن واو مفعول ، والباقية المنقلبة هي لام الكلمة جزموا به.
العشرون : قال صاحب (الترشيح) (١) : إذا صغّرت أسود وعقابا وقضيبا وحمارا قلت أسيّد وعقيّب وقضيّب وحميّر ، بياء مشدّدة مكسورة ، فإذا نسبت إلى هذه حذفت الياء المتحركة التي آخر الاسم فقلت أسيدي وقضيبي بياء ساكنة.
الحادي والعشرون : قال أبو حيان : إذا صغّرت مبيطر ومسيطر ومهيمن ، أسماء فاعل من بيطر وسيطر وهيمن ، تحذف الياء الأولى لأنها أولى بالحذف وتثبت ياء التصغير.
الثاني والعشرون : إذا اجتمعت همزتان متفقتان في كلمتين نحو (جاءَ أَجَلُهُمْ) [الأعراف : ٣٤] ، و (الْبَغْضاءَ إِلى) [المائدة : ١٤] ، أولياء أولئك ، جاز حذف إحداهما تخفيفا ، ثم منهم من يقول : المحذوف الأولى لأنها وقعت آخر الكلمة
__________________
(١) صاحب الترشيح هو ابن الطّراوة النحوي : هو سليمان بن محمد بن عبد الله السبائي المالقي ، أبو الحسين ، أديب من كتّاب الرسائل ، له شعر ، وله آراء في النحو تفرّد بها. من مؤلّفاته : «الترشيح» في النحو ، و «المقدّمات على كتاب سيبويه» و «مقالة في الاسم والمسمّى». (ت ٥٢٨ ه / ١١٣٤ م). ترجمته في : بغية الوعاة (٢٦٣) ، وإنباه الرواة (٤ / ١٠٧).