له وقتا وقال : تخرج الساعة ، فركب ومعه النجدة التي وصلته وجماعة كبيرة من بني كلاب مع شبل بن جامع ومبارك بن شبل وكان أطلقهما من الاعتقال ومحمد بن زايدة وجماعة من أحداث حلب والديلم والخراسانية في أحسن زي وأكمل عدة ، وقيل إنه قدر عسكره بعشرين ألف فارس ، وقيل كان يزيد عن ستة آلاف ، وقصد تاج الدولة التاسع من جمادى الأولى من السنة وقطع آقسنقر سواقي نهر سبعين قاصدا عسكر تتش ، فأقاموا على حالهم ، وكان أول من من برز للحرب آقسنقر فالتقى الفريقان ، ولم يثق آقسنقر بمن كان معه من العرب فنقلهم من الميمنة إلى الميسرة في وقت المصاف ثم نقلهم إلى القلب فلم يغنوا شيئا ، وحمل عسكر تتش على عسكر آقسنقر فلم يثبت ، وانهزمت العرب وعسكر كربوقا وبزان معهم إلى حلب ووقع فيهم القتل وثبت قسيم الدولة فأسر وأسر أكثر أصحابه وحمل إلى تاج الدولة تتش ، فلما مثل بين يديه أمر بضرب عنقه وأعناق بعض خواصه ، ودخل تتش إلى حلب وملكها على ما نذكره في ترجمته إن شاء الله. وبلغني أن تاج الدولة تتش قال لقسيم الدولة آقسنقر لما حضر بين يديه : لو ظفرت بي ما كنت صنعت ؟ فقال : كنت أقتلك ، فقال له تتش : فأنا أحكم عليك بما كنت تحكم علي ، فقتله صبرا.
وقرأت بخط بعض الحلبيين أن السلطان ملك شاه بن العادل وصل يعني إلى حلب في شعبان سنة تسع وسبعين ، فتسلم البلد والقلعة وسلمها إلى قسيم الدولة آقسنقر ، فأقام بحلب ثمان سنين فقتل بكارس من أرض أسد في صفر سنة سبع وثمانين وأربعمائة ، قتله تاج الدولة تتش بن العادل.
وقرأت بخط أبي غالب عبد الواحد بن مسعود بن الحصين الشيباني في تاريخه في جمادى الأولى يعني سنة سبع وثمانين كان المصاف بين تاج الدولة تتش وبين الأمير آقسنقر وبوزان ومن أمدهما به بركياروق قريبا من حلب ، فلما التقى الصفان استأمن ابن أبق إلى تتش وانهزم الباقون وأسر آقسنقر ، فجيء به إلى تتش فقال له تتش : لو ظفرت بي ما كنت صانعا فيّ ؟ قال : أقتلك ، قال : فإني أحكم عليك بحكمك فيّ ، وقتله. قال : وكان آقسنقر من أحسن الناس سياسة وآمنهم رعية وسابلة ، وقرأت بخط أبي منصور هبة الله بن سعد الله الجبراني الحلبي : الصحيح أن قسيم الدولة قتل يوم السبت عاشر جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين وأربعمائة. ( ثم قال ) : ولما قتل آقسنقر دفن إلى جانب قرنبيا