والصلاح الصفدي حينما سرد أسماء التواريخ في مقدمة تاريخه ذكر (١) تاريخ ابن العديم ولم يقل إن شيئا منه لم يزل في المسودة.
وقد عده الجلال السيوطي في أوائل تاريخه « بغية الوعاة في طبقات النحاة » من جملة التواريخ التي طالعها ، وقال إنه في عشرة مجلدات ، وقال في آخر تاريخه ما نصه :
وأما الشام فوقفنا على تاريخها لابن عساكر وأعظم به وتاريخ حلب لابن العديم ، ونقل عنه في ترجمة ابن خالويه النحوي ما نصه : رأيت في تاريخ حلب لابن العديم بخطه. قال : رأيت في جزء من أمالي ابن خالويه سأل سيف الدولة جماعة من العلماء بحضرته ذات ليلة : هل تعرفون اسما ممدودا وجمعه مقصور ؟ فقالوا : لا ، فقال لابن خالويه : ما تقول أنت ؟ قلت : أنا أعرف اسمين ، قال : ما هما ؟ قال : لا أقول لك إلا بألف درهم لئلا تؤخذ بلا شكر وهما صحراء وصحارى وعذراء وعذارى ، فلما كان بعد شهر أصبت حرفين آخرين ذكرهما الجرمي في كتاب التنبيه ، وهما صلفاء وصلافى : الأرض الغليظة وخبراء وخبارى وهي أرض فيها ندوّة ، ثم بعد عشرين سنة وجدت حرفا خامسا ذكره ابن دريد في الجمهرة وهي سبناء وسبانى وهي الأرض الخشنة. اه.
قال صاحب فوات الوفيات في ترجمة المؤلف : إنه مات قبل إكمال تبييضه ، وقال العلامة اليونيني في الذيل في حوادث سنة ٦٦٠ في ترجمة المؤلف ما نصه : « وجمع لحلب تاريخا أحسن فيه ما شاء ومات وبعضه مسودة لم يبيضه ولو تكمل تبييضه كان أكثر من أربعين مجلدا ».
(٢) الكلام على تاريخ حمدان بن عبد الرحيم الأثاربي المسمى بالقوت
(٣) وتاريخ ابن العظيمي
(٤) وتاريخ ابن حميدة المسمى بمعادن الذهب
صريح ما قدمناه عن در الحبب والدر المنتخب أن أول تاريخ وضع للشهباء هو بغية الطلب للكمال ابن العديم ، لكن قال في كشف الظنون : ومن تواريخ حلب كتاب أبي
__________________
(١) من مخطوطات المكتبة الأحمدية بحلب