المجلسي (عطر الله مرقده) في البحار : كون المشي وراء الجنازة أفضل من المشي أمامها قول علي بن ابي طالب (عليهالسلام) ومذهب الأوزاعي وابي حنيفة ، وقال جمهور الصحابة والتابعين ومالك والشافعي وجماهير العلماء المشي قدامها أفضل ، وقال الثوري وطائفة هما سواء (١).
وفي المقام فوائد (الأولى) ـ ينبغي للمشيع ان يحضر قلبه ذكر الموت والتفكر في مآله وما يصير إليه عاقبة حاله ويكره له الضحك واللهو ، ففي الكافي عن عجلان ابي صالح (٢) قال : «قال لي أبو عبد الله (عليهالسلام) يا أبا صالح إذا أنت حملت جنازة فكن كأنك أنت المحمول وكأنك سألت ربك الرجوع الى الدنيا ففعل فانظر ما ذا تستأنف ، قال ثم قال عجب لقوم حبس أولهم عن آخرهم ثم نودي فيهم الرحيل وهم يلعبون». قال في الذكرى : ويكره له الضحك واللهو لما روي «ان النبي (صلىاللهعليهوآله) أو عليا (عليهالسلام) شيع جنازة فسمع رجلا يضحك فقال كأن الموت فيها على غيرنا كتب. الحديث».
__________________
(١) في المغني لابن قدامة ج ٢ ص ٤٧٤ ما ملخصه «أكثر أهل العلم يرون الفضيلة في المشي امام الجنازة ، وقال الأوزاعي وأصحاب الرأي المشي خلفها أفضل» وفي عمدة القارئ للعيني الحنفي ج ٤ ص ٨ «المشي خلف الجنازة عندنا أفضل ومشهور مذهب المالكية كمذهبنا وبه قال أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد وإسحاق وأهل الظاهر وإبراهيم النخعي وسفيان الثوري والأوزاعي وسويد بن غفلة ومسروق وأبو قلابة ويروى ذلك عن على ابن ابى طالب (ع) وعبد الله بن مسعود وابى الدرداء وابى امامة وعمرو بن العاص ، واستشهد له بتسع روايات عن النبي «ص» وان عليا «ع» يحلف بالله انه سمعه من رسول الله «ص» وان أبا بكر وعمر سمعاه ايضا ولكنهما أرادا أن يسهلا على الناس فمشيا امام الجنازة. وقال أحمد المشي أمامها أفضل» وفي نيل الأوطار ج ٤ ص ٦٢ «عند الزهري ومالك واحمد والجمهور وجماعة من الصحابة ان المشي أمامها أفضل ، وعند أبي حنيفة وأصحابه وسفيان الثوري وإسحاق ـ وحكاه في البحر عن العترة «ع» ـ ان المشي خلفها أفضل».
(٢) رواه في الوسائل في الباب ٥٩ من أبواب الدفن.