الكافي عن عنبسة بن مصعب عن الصادق (عليهالسلام) (١) قال : «قال رسول الله (صلىاللهعليهوآله) من استقبل جنازة أو رآها فقال : «الله أكبر هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله اللهم زدنا ايمانا وتسليما الحمد لله الذي تعزز بالقدرة وقهر العباد بالموت» لم يبق في السماء ملك إلا بكى رحمة لصوته». وروى الشيخ في الموثق عن عمار الساباطي عن الصادق (عليهالسلام) (٢) قال : «سألته عن الجنازة إذا حملت كيف يقول الذي يحملها؟ قال يقول : بسم الله وبالله وصلى الله على محمد وآل محمد اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات». وعن ابي الحسن النهدي رفعه (٣) قال : «كان أبو جعفر (عليهالسلام) إذا رأي جنازة قال : الحمد لله الذي لم يجعلني من السواد المخترم». وقد ذكر غير واحد من الأصحاب انه يستحب لمن شاهد الجنازة ان يقول : «الحمد لله الذي لم يجعلني من السواد المخترم» والمستند فيه ما ذكرناه من رواية النهدي وحسنة أبي حمزة (٤) قال :«كان علي بن الحسين (عليهماالسلام) إذا رأى جنازة قد أقبلت قال : الحمد لله الذي لم يجعلني من السواد المخترم». قيل والسواد يطلق تارة على الشخص واخرى على عامة الناس ، وزاد بعض إطلاق السواد على القرية ، والمخترم الهالك والمستأصل ، والظاهر هو المعنى الثاني ، والمعنى الشكر لله سبحانه انه لم يجعله من الهالكين فيكون شكرا لنعمة الحياة. ولا ينافي ذلك حب لقاء الله تعالى فان معناه حب الموت وعدم الامتناع منه على تقدير رضاء الله تعالى به فلا ينافي لزوم شكر نعمة الحياة والرضاء بقضاء الله في ذلك ، وقيل ان حب لقاء الله سبحانه انما يكون عند معاينة منزلته في الجنة كما ورد في الخبر ، أو المراد الهلاك على غير بصيرة فيكون الشكر لله سبحانه على انه لم يجعله من عامة الناس الهالكين على غير بصيرة في الدين ولا استعداد للموت ، وحينئذ فالشكر يرجع الى التوفيق في المعرفة والهداية في الدين ، قال في الذكرى بعد نقل حديث علي بن الحسين (عليهالسلام) : «قلت السواد الشخص والمخترم الهالك أو المستأصل والمراد به هنا
__________________
(١ و ٢ و ٣ و ٤) رواه في الوسائل في الباب ٩ من أبواب الدفن.