بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل الهدى فيما نزل من كتابه مكمّلا ، ونزل برحمته للعباد منه بيانا كريما مفصّلا ، فيه لمن استغنى به أغنى الغنى ، ولمن اجتنى ثمرات هداه أكرم مجتنى ، لا يجتوي عن (١) جناه أبدا مجتو ، ولا يدوى (٢) مع شفائه أبدا مدو ، نور أعين القلوب المبصرة ، وحياة ألباب النفوس المطهرة ، إلف فكر (٣) كل حكيم ، وسكن نفس (٤) كل كريم ، وقصص الأنباء (٥) الصادقة ، ونبأ الأمثال المتحققة ، ويقين (٦) شكوك حيرة أولي الألباب ، وخير (٧) ما صحب من الأصحاب ، سر أسرار (٨) الحكمة ، ومفتاح كل نجاة ورحمة ، قول أرحم الراحمين ، وتنزيل (٩) رب العالمين ، نزل به الروح الأمين ، فأي منزّل سبحانه ونازل وتنزيل ، لقد جل سبحانه وتنزيله عن كل تمثيل ، وطهر وتقدس ـ إذ وليه بنفسه ، ونزل به روح قدسه ـ عن قذف الشياطين وأكاذيبها ، وافتراء مردة الآدميين وألاعيبها ، فأحكم عن خطل (١٠) الوهن والتداحض ، وأكرم عن زلل الاختلاف والتناقض ، فجعل بآياته مترافدا ، وبضياء بيناته (١١) متشاهدا ، غير متكاذب الأخبار ، ولا متضايق الأنوار ، بل ضحيان النور،
__________________
(١) في (أ) : لا يجتوي عن جفاه أبد مجتوي. و (ج) : لا يحتوي على جنابه أبدا محتو. و (ب) لا يحتوي عن حياته أبدا محتو. و (ه) : لا يحوي عن جنائه أبدا محتو.
لا يجتوي : أي لا يكرهه ولا يعافه أو لا يصيبه داء ، يقال رجل جوي الجوف ، أي : دوي الجوف. وجوي الطعام كرهه ، ولم يوافقه. لسان العرب ، مادة (جوا).
(٢) ولا يدوي أي : لا يمرض ، ولا يصيبه داء ، يقال رجل دوى ودو أي : مريض ، راجع لسان العرب مادة (دوا).
(٣) (أ) و (د) : فكرة.
(٤) (ب) : سكن من كل (مصحفة).
(٥) (ب) و (ه) : الأنبياء.
(٦) في (ب) و (ج) و (ه) : ونفي شكوك حيرة الارتياب.
(٧) في (ج) : وخبرة.
(٨) في (ب) و (ه) : سرائر.
(٩) في (ب) و (ه) : وتنزيل من رب (زيادة).
(١٠) الخطل : الاضطراب ، والكلام الفاسد الكثير.
(١١) في (ب) و (ه) : مترادفا. (مصحفة). وفي (أ) : وبضياء تبيانه.