بسم الله الرحمن الرحيم
حدثنا أبو محمد ، عبد الله بن أحمد ، قال : أخبرني أبي رحمهالله أحمد ، (١) بن محمد ، بن الحسين ، بن سلام قال : أنفذ إلينا أبو محمد ، القاسم بن إبراهيم ، بن إسماعيل ، بن إبراهيم ، بن الحسن ، بن الحسن ، بن علي أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى أهله الأئمة الأكرمين ، أول ما أنفذ إلينا من كتبه ، كتابا يقال له : (سياسة النفس).
قال أبي رحمهالله : فلما قرأنا الكتاب وكنا لا نرحل إليه ، ونرحل إلى غيره من أهل البيت عليهمالسلام ، فأسفنا على ما فاتنا منه ، وقلنا : ليس من حق علوي يحسن أن يقول مثل هذا ، إلا أن نكون جواب كتابه. فرحلنا إليه ، فأقمنا عنده في أول رحلتنا إليه سنة ، ثم بعد ذلك كنا نرحل إليه في الأوقات ، ثم سمعنا منه هذا الكتاب ، وأوله :
بسم الله الرحمن الرحيم. بالله أستعين
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم تسليما. ونسأل الله ولي نعمة الابتداء ، ومسهّل سبيل قصد الاهتداء ، أن يمنّ علينا وعليكم بشكر نعمه في ابتدائه ، ويحسن إلينا وإليكم بعونه على سلوك سبيل أوليائه ، التي أرجو أن تكون أنفسكم (٢) ـ لها وفيها ، ولما أنتم عليه لله من التمسك بها والقصد إليها ـ من الأنفس التي أذن الله بعمارتها ، ورمى (٣) إليها بأسباب حياتها ، فقد عقد الله لكم لذلك (٤) لدينا عقد الخلة والاخاء ، ووكّد بذلك لكم علينا أخوّة الخاصّة والأولياء ، فأيقنوا أنه لم يوصل سبب من الأسباب بين المتواصلين ، ولم تعقد خلّة من الخلل بين المتخالّين ، من
__________________
(١) أحمد بن محمد ، أحد أعيان الناصر ، ثم الداعي ، وكان عالما ديّنا ورعا ، توفي بعد العشر والثلاث مائة. وأحمد بن محمد بن سلّام الكوفي من ثقاة محدثي الشيعة ، وممن صحب الإمام القاسم وروى عنه ، وعن ابن عيينة ، ومحمد بن راشد ، وعباد بن يعقوب ، والحسن بن عبد الواحد القزويني ، وغيرهم. وروى عنه ابنه عبد الله ، ومحمد بن منصور ، وعلي بن أبي سليمان ، ومحمد بن بلال.
(٢) في (أ) و (ج) : تكون سلوك أنفسكم.
(٣) في (ب) : وما (مصحفة).
(٤) في (ب) و (د) : بذلك.