(١) أبدا بمثل ولا نظير ، ولا يوجد فيه اختلاف في خبر ولا حكم ولا تقدير ، فصل كل خطاب ، وأصل كل صواب.
فجعلنا الله وإياكم من أهله ، وعصمنا وإياكم بحبله ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد النبي وأهله وسلم تسليما.
وبعد : فإنا لمّا رأينا ـ فيه من جوامع الهدى واليقين ، وكان الهدى واليقين به مقدّمة معتصم (٢) كل دين ـ علمنا متيقنين ، وأيقنّا مستيقنين ، أن لن نصيب رشدا ، ولن ننال (٣) مطلوب هدى ، إلا به وعن تفسيره ، وبما نوّر الله (٤) القلوب به من تنويره ، فنظرنا عند ذلك (٥) فيه ، واستعنا بالله عليه ، فوجدناه بمنّ الله لكل علم من الهدى ينبوعا ، ورأينا به كل خير في الهدى مجموعا ، فلا خير في الحياة الدنيا كخيره ، ولا يهتدى لأحكام (٦) الله بغيره ، من طلب الهدى في غيره لم يجده أبدا ، ومن طلبه به وجد فيه أفضل الهدى ، فقصدنا قصده ، والتمسنا رشده ، فأيّ رشد فيه وجدنا؟! وإلى أيّ قصد منه (٧) قصدنا؟! تالله (٨) ما غابت عنه من الهدى غائبة ، ولا خابت لطالب فيه خائبة ، لقد كشف ستور الأغطية ، وأظهر مكنون سرّ الأخفية ، فأوجد مطلوب ملتمسها ، وأبان ملتبس مقتبسها.
__________________
(١) في (أ) : لسورة منه أبدا ، وفي (ج) : من سوره بمثل.
(٢) سقط من (ج) : به. وفي (ج) معظم (مصحفة).
(٣) في (ب) و (ه) : أن لا. وفي جميع المخطوطات : يصيب (مصحفة) والصواب ما أثبته. وفي (ج) : ولا ننال. وفي (ب) و (د) : ولن ينال.
(٤) في (أ) و (ج) و (د) : وبما نور الله به القلوب من تنويره.
(٥) في (أ) و (ج) و (د) : تلك.
(٦) في (أ) و (ج) : ولا تهتدي لأحكام الله بغيره ، وفي (ب) و (ه) : ولا يهتدي الأحكام بغيره.
(٧) في (ج) : فيه.
(٨) في (أ) و (ج) و (د) و (ه) : بالله (مهملة) ، إلا أن الكمبيوتر لا يثبت المهملة. وفي (ب) : بالله. ، ولعل الصواب ما أثبت.