ثبات عقلك ، وتمام خلقك (٢) ، فتحمد الله العظيم على ذلك كثيرا.
ثم تنظر إلى الملك كم من ذي روح (٣) غيره له مالك ، والله مالك كل شيء ، وأنت لا مالك لك ، فتحمد الله على ذلك كثيرا. ثم تنظر إلى مالك وولدك وطعامك وشرابك ، ولباسك ونومك وإيقاظك ، وتنظر (٤) إلى اختلاف الليل والنهار ، كيف يقربان البعيد ، ويبليان الجديد. ثم تنظر (٥) إلى العافية ، وإلى كل شيء تخافه على نفسك في ليلك ونهارك ، مما تراه ومما لا تراه! فتعلم أنه لا يدفع ذلك ولا يصرفه ، ولا يكفيك ما ترى وما لا ترى ، (٦) إلا الله سبحانه وتعالى ، فتحمد الله على ذلك كثيرا.
ثم تنظر إلى المصائب التي تصيب الناس في أبدانهم المركبة عليهم ، فتعلم أن في تركيبك مثل ما في تركيبهم ، فتحمد الله الذي ستر عليك ما (٧) ظهر على غيرك من العلل والآفات.
ثم تنظر إلى من كان من (٨) قبلك وإلى من هو كائن من بعدك في دنياك وآخرتك.
ثم تنظر إلى القدم فتعلم أن الله قديم لم يزل ولا يزول.
ثم تنظر (٩) إلى القادر فتعلم أن الله قادر لا بقدرة غيره ، سبحانه وتعالى عما يقولون(١٠) علوا كبيرا.
__________________
(١) سقط من (أ) : القدم.
(٢) في (أ) : عقلك. تصحيف.
(٣) في (ب) : الملكة فكم. وفي (أ) و (ج) : من زوج. مصحفة.
(٤) في (ب) : وانظر.
(٥) في (ب) : ويخلقان الجديد. وفي (أ) : ثم انظر.
(٦) في (ج) : تراه. في الموضعين.
(٧) في (أ) : مثل تركيبهم. وفي (ب) : مثل في تركيبهم. تصحيف. وفي (أ) : فنحمد الله على ذلك الذي.
يبدو أنها زيادة. وفي جميع المخطوطات : مما. ولعلها : كما أثبت.
(٨) سقط من (أ) : من.
(٩) في (أ) : انظر.
(١٠) سقط من (أ) : عما يقولون.