أمه ، وبعد خروجه في (١) مهده ، نسي ذلك كله وجحده ، وجعل (٢) يطلب رزقه من مخلوق مثله ،!!! (قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ) (١٧) [عبس : ١٧]. أما (٣) علم أن الذي رزقه في ضعفه هو الذي (٤) يرزقه في وقت قوته؟! أما سمع ما قال الله تعالى في كتابه لنبيهصلىاللهعليهوآلهوسلم : (لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى) (١٣٢) [طه : ١٣٢]. أما سمعت قول الله تعالى حيث أقسم في كتابه فقال عز من قائل : (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ (٢٢) فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) (٢٣) [الذاريات : ٢٢ ـ ٢٣].
أما سمع قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حيث قال (لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها) (٥) ، وقال : (لو أن أحدكم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت)(٦). وقيل لأمير المؤمنين علي عليهالسلام يا أمير المؤمنين : (من أين يأتي الرزق إلى الإنسان؟ قال : من حيث يأتيه الموت) (٧).
قال الوافد : أيها العالم الحكيم أخبرني ما أفضل ما أعطي العبد؟
__________________
(١) في (ج) : من.
(٢) في (أ) و (ب) : ورجع.
(٣) في (ج) : وما.
(٤) في (ب) : هو رزقه. وفي (ج) : هو يرزقه.
(٥) أخرجه الإمام أبو طالب في أماليه / ٢٩٢. ورواه السيوطي في الجامع الصغير برقم (٢٢٧٣). وقال أخرجه أبو نعيم. وأخرجه ابن ماجة بلفظ (أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها وإن أبطأ عنها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطل ، خذوا ما حل ودعوا ما حرم). ابن ماجة ٢ / ٧٢٥ (٢١٤٤) ، وابن حبان ٨ / ٣٢ (٣٢٣٩) ، و ٨ / ٣٣ (٣٢٤١) ، والحاكم ٢ / ٤ (٢١٣٤) ، و ٢ / ٥ (٢١٣٥) ، و ٤ / ٣٦١ (٧٩٢٤) ، والبيهقي ٥ / ٢٦٤ (١٠١٨٤) ، و ٥ / ٢٦٥ (١٠١٨٥) ، والمنتقى من السنن المسندة ١٤٤ / ٥٥٦ ، وأبو يعلى ١١ / ٤٦١ (٦٥٨٣) ، والطبراني في الكبير ٨ / ١١٦ (٧٦٩٤) بلفظ : إن نفسا لن تخرج من الدنيا حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها ....
(٦) رواه السيوطي في الجامع الصغير برقم (٤٧٠١). وقال : أخرجه أبو نعيم.
(٧) ورد بلفظ : قيل له عليهالسلام : لو سد على رجل باب بيته وترك فيه من أين كان يأتيه رزقه؟ فقال عليهالسلام : من حيث يأتيه أجله. نهج البلاغة ٤ / ٨٣ المختارات من كلماته.