فقال : الركز هو : الحس.
٢٠١ ـ وسألته : عن قول الله : (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنا تُرْجَعُونَ) (٣٥) [الأنبياء : ٣٥]؟
فقال : في هذا ونحوه الاختبار ، بالخير (١) والشر ، والخير ما يكون من الله ليس من أفعال العباد ، الخير من ذلك : الخصب ، وكثرة الأمطار ، وصحة الزمان ، ورخص الأسعار ، وقلة الأمراض ، وطول الأعمار ، وكثرة الأولاد ، وسعة الرزق ، وزيادة الثمار. والشر أفعال أخر : كالخوف والجوع ، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ، فطوبى للصابرين كما قال الله سبحانه : (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (١٥٥) الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ (١٥٦) أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (١٥٧) [البقرة : ١٥٥ ـ ١٥٧].
٢٠٢ ـ وسألته : عن قول الله سبحانه : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (٣٣)) [الأحزاب : ٣٣]؟
فقال : الرجس الفعل الردي النجس من المعاصي والأدناس ، والأسفاه (٢) التي تكون في بعض الناس ، فأمر الله سبحانه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمر أهل بيته بتقواه وطاعته ، وترك الرجس من جميع معصيته ، بما أذهب عنهم من كل رجس أو دنس ، وبعّدهم به من كل معصية ونجس ، وطهرهم كما قال الله سبحانه : (تَطْهِيراً) ، وجعل لهم بما نزل فيهم من هذه الآية ذكرا عليا وشرفا كبيرا (٣).
٢٠٣ ـ وسألته : عن قول الله سبحانه : (وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ ما خَلَقَ اللهُ فِي أَرْحامِهِنَ) [البقرة : ٢٢٨]؟
فهو ما جعل الله في الأرحام من طمثهن وحملهن ، لأن ينقطع به ما بين الأزواج وبينهن إذا كان من أزواجهن ، فينقطع بينهم الميراث والرجعة ، وربما كرهت المرأة من
__________________
(١) في المخطوط : والخير. ولعل ما أثبت هو الصواب.
(٢) الأسفاه : جمع سفه.
(٣) سبق تخريج الآية.