٢١١ ـ وسألت في إثبات الإمامة عن الإمام (١) هل تجوز الصلاة خلفه إذا كان موافقا في غيرها من أمر الدين؟
فقال : إن الولاية واجبة من الله عزوجل بتنزيله في كتابه لكل فاضل على كل مفضول ، ولكل عالم من الخلق على كل مجهول ، وأولى الناس بها أقربهم إلى الله قربة ، وأرفعهم عند الله منزلة ودرجة ، وأولئك هم السابقون كما قال الله سبحانه : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠) أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (١١) [الواقعة : ١٠ ـ ١١] ، فأولاهم بها أقربهم إلى ربهم ، وإمامهم فهو أعلمهم ، وأعلمهم فهو أسبقهم إلى الإيمان والإحسان ، وأعرفهم وأحكمهم بما نزل الله في الفرقان.
وفي ذلك وكذلك ما يقول الله سبحانه : (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) (٧٦) [يوسف : ٧٦] ، ويقول سبحانه : (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) (٣٥) [يونس : ٣٥] ، في كل هذا يخبر أن الولاة والأئمة في كل قرن وزمان هم الذين يعلمون ، وفي كل هذا وما لم يذكر من أمثاله مما نزل في الكتاب ، دلالة بينة ظاهرة نيّره لأولي الألباب.
وأما الصلاة فلا يجوز فيها أن يؤتم إلا بكل زكي ، برّ بريء من الملاعب كلها والملاهي. ومن لم يعرض عن اللغو ، وهو كل لعب ولهو ، فليس من عباد الله ، وعباد الله الذين ذكرهم بالإعراض عن اللغو فهم العباد لله ، كما قال سبحانه : (وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً (٦٣) ...) إلى قوله : (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً) (٧٢) [الفرقان : ـ ٦٣ ـ ٧٢] ، وقوله سبحانه : (وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقالُوا لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ) [القصص : ٥٥].
ومن الزور ، ولهو الأمور ، الغناء والدف ، واللعب والعزف ، وما يعرض عن ذلك من سمعه وحضره ، ولا من لم ينكر منكره. وقد ذكر أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يقول : (صوتان ملعونان فاجران في الدنيا والآخرة ، صوت عند نعمة ،
__________________
(١) في المخطوط : عن إمام سألت في إثبات الإمامة. ولعل ما أثبت هو الصواب. والله أعلم.