لعب ولهو ومزامير شيطان ، وصوت عند مصيبة ، خمش وجه وشق جيب ورنة شيطان) (١).
فمن اشتبه عليه مدّكر (٢) الإمامة ، وما حكم الله به من ذلك على الأمة ، ولم يدر أفرض الله ذلك عليه أو لم يفرضه ، ولم يعلم من ذلك ما يلزمه ، فهو ضال غير مهتدي ، وأمره في ذلك مسخوط عند الله غير مرضي ، لأن الله كلفه العلم كما كلفه لعمل ، فجهل من ذلك ما علم فعليه أن يتعلم ما جهل ، فإن لم يفعل كان مقصرا ، ولم يكن مهتديا ولا برا.
٢١٢ ـ [وسألته : عن لمس] ثوب كافر أو جسد كافر وهو مبتلّ؟
فقال : (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) ـ كما قال الله سبحانه ـ (فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ) [التوبة : ٢٨] ، وهو في النجاسة كالدم المسفوح الكثير ، وكالميتة ولحم الخنزير ، وإن أصاب شيء من ذلك كله من المشرك أو غيره جسد مسلم أو ثوبه ، أو مصلى مسلم أو مسجده ، فبان في شيء من ذلك قذر أو نتن ، ظاهر مبيّن ، غسل ذلك وطهّر [ه] ، كما يغسل البول والعذرة ، وإن لم يبن من ذلك أثر ، ولم يظهر به قذر ، ولا نتن ، كان كما لم يكن ، وكما يبقى من ماء الغدران ، وما يكون في الأودية من ماء الأمطار ، الذي يكون فيه الدم المسفوح الكثير ، والميتة والجيف ولحم الخنزير ، فلا يتبين في الماء أثر ، ولا يظهر فيه نتن ولا قذر ، فلا بأس بشربه ، ولا في الوضوء به ، لأن اسم الماء لازم له ، وقد قال الله سبحانه : (ماءً طَهُوراً) (٤٨) [الفرقان : ٤٨] ، وما لزم الماء اسمه ، كانت له طهارته وحكمه ، وقد ذكر أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (كان يتوضئ من بئر بالمدينة يقال لها بضاعة ، وكان يلقى فيها الميتة والجيف وخرق
__________________
(١) أخرجه ابن عدي في الكامل ٦ / ١٢٩ (١٦٣٢) بلفظه ، والترمذي ٣ / ٣٢٨ (١٠٠٥) ، والحاكم ٤ / ٤٣ (١٨٢٥) ، والبيهقي ٤ / ٦٩ (٦٩٤٣) ، والطيالسي / ٢٣٥ (١٦٨٣) ، وعبد بن حميد في مسنده / ٣٠٩ (١٠٠٦) ، والطحاوي في شرح معاني الآثار ٤ / ٢٩٣ جميعهم بلفظ : نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين ... إلخ.
(٢) في المخطوط : فدكر. مهملة. ولعل الصواب ما أثبت. ومعنى مدكر : ذكر.