العلم والبيان ، والسبق إلى الخيرات ، والدعاء إلى الله والقيام بأمره.
٢٤٦ ـ [وسئل : عن صفة صلاة علي عليهالسلام؟
فقال :] حدثني (١) محمد بن حاتم قال : قال أبو محمد (٢) قال علي بن أبي طالب صلوات الله عليه لعبد الله بن جعفر (٣) : إذا قمت إلى الصلاة فارفع بصرك موضع سجودك ، ثم تستفتح بالقراءة ، فتجعل لسانك ترجمانا لقلبك ، ولا يغب قلبك عما يقول لسانك ، لا تعنى بشيء من شأنك ، إلا بما أنت فيه من صلاتك ، ولا تذكر في تلاوتك غير ما تتلوه ، ويكون همك الآية التي تتلوها ، فإذا فرغت من القراءة وصرت إلى الركوع ، لم تذكر إلا التكبير وحسن الخضوع ، وكذلك إذا اعتدلت في القيام لم تذكر إلا الركوع ، وكان ذكرك السجود ، فإذا فرغت من ركعة حفظتها ، ثم ابتدأت الأخرى تصنع فيها كما صنعت في الأولى ، لا تذكر غير قراءتك وغير حفظك ، لأن الصلاة لا بد لها أن تحصى لا يزاد فيها ولا ينقص منها ، حتى تؤدي إلى الله عزوجل فرضك ، كما أمرك بعونه وتوفيقه (٤).
٢٤٧ ـ وسألته : عن من وجب عليه حد من حدود الله ، وليس به إمام يحده (٥) كيف يصنع؟
قال : يتوب إلى الله فيما بينه وبينه ، ومن تاب إلى الله من ذلك كان مجزيا له إن شاء الله ، لأن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ذكر عنه أنه قال : (من أتى شيئا من
__________________
(١) في المخطوط : وحدثني.
(٢) يعني : الإمام القاسم بن إبراهيم.
(٣) عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي القرشي ، صحابي ولد بأرض الحبشة لما هاجر أبواه إليها السنة الأولى للهجرة. وهو أول من ولد بها من المسلمين ، وكان كريما يسمى بحر الجود ، وللشعراء فيه مدائح ، وكان من خاصة أمير المؤمنين علي عليهالسلام زوجه ابنته زينب ، وكان أحد الأمراء في جيش علي يوم صفين ، مات بالمدينة سنة (٨٠ ه).
(٤) لم أقف على هذه الرواية.
(٥) يعني : ليس في عصره إمام.