فقال : أما الإمامان فلا يخلوان من أن يكون أحدهما أفضل من الآخر ، فيكون المفضول بفضل الآخر عليه قد زالت إمامته ، ويلزمه تقديم الفاضل في الدين والعلم وطاعته ، وذلك أن الله يقول في كتابه : (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) (٧٦) [يوسف : ٧٦] ، وفي هذه المسألة جواب يكتفي به من كان ذا لب شافي ، لأنه واضح مبين مفهوم كافي (١).
عن أبي إدريس (٢) ، عن أبي الجحاف (٣) قال : قال علي رضي الله عنه : (من مات ليس له إمام مات ميتة جاهلية إذا كان حرا تقيا) (٤).
عن أبي جعفر أنه كان يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حين رجع من غزوة حنين وأنزلت عليه : (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ (١) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً (٢) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً) (٣) [النصر : ١ ـ ٣] (يا علي ويا فاطمة قد جاء نصر والله والفتح ، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ، فسبحان ربي وبحمده إنه كان توابا ، وإني لم أؤمر أن أسبح ربي وأستغفره إلا لما حضرني من لقاء ربي) (٥).
ثم أنزلت على إثرها : (الم (١) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (٢) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ) (٣) [العنكبوت : ١ ـ ٣] ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
__________________
(١) أشار في المخطوط إلى بياض هنا.
(٢) أبو إدريس الهمداني المرهبي الكوفي اسمه سوار ، وقيل : ساور ، روى عنه مسلم بن صفوان ، والمسيب بن نجبة ، وعنه سلمة بن كهيل ، وكثير النواء ، وحكيم بن جبير وغيرهم ، وهو من ثقاة محدثي الشيعة.
(٣) أبو الجحاف هو : داود بن أبي عوف سويد التميمي البرجمي مولاهم أبو الجحاف الكوفي ، روى عبد الرحمن بن صبيح مولى أم سلمة ، وجميع بن عمير ، وأبي خازم وغيرهم ، وعن السفيانان وشريك وأبو إدريس وغيرهم ، من ثقاة محدثي الشيعة.
(٤) أشار في المخطوط إلى بياض هنا. وأخرج الحديث بلفظه الإمام زيد بن علي في المسند عن علي عليهالسلام / ٣٦١ ، وأبو عبد الله العلوي في الجامع الكافي ٦ / ٤٧ (مخطوط).
(٥) أخرج صدره محمد بن سليمان الكوفي في المناقب ١ / ١٥٤ (٨٨). وفي المخطوط بعد قوله : لقاء ربي. رضي الله عنه. زيادة.