السيد المليك الكبير ، وتأويل الفلق : فهو الفجر إذا انفلق ، وكذلك يقول الناس : انفلق الفجر وبدا ، إذا تبين وظهر وأضاء ، وفي ذلك وبيانه أشعار كثيرة لا تحصى ، لشعراء الجاهلية الأولى.
(مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ (٢) وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ (٣) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ (٤) وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ) (٥) ، فأمر الله رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يستعيذ به من شر خلقه في النهار كله ، وأن يستعيذ به من شر جميع خلقه في ليله ، ولا يكون شر إلا في ليل أو نهار ، وإلا بعد غسق أو انفجار.
والفلق : فأول الفجر وفلوقه ، قال لبيد :
الفارج الهم مسودا عساكره |
|
كما يفرج جنح الظلمة الفلق(١) |
والغسق : فأول الليل. وغسوقه : ظلمته ، كما قال ابن عباس : غسق الليل أول الليل
__________________
ـ الْعُقَدِ) معناه السواحر ينفثن في الظلم ، وقوله تعالى : (وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ) معناه من نفس الحاسد وعينه. تفسير الغريب / ٤١٥.
عن أبي حاتم عن زيد بن علي عن آبائه قال : الفلق جب في قعر جهنم عليه غطاء فإذا كشف عنه خرجت منه نار تصيح منه جهنم من شدة حر ما يخرج منه) الدر المنثور ٦ / ٤١٨.
روى أبو عبد الله العلوي مؤلف الجامع الكافي رحمهالله في كتابه أسماء الرواة التابعين عن الإمام زيد بن عليعليهماالسلام فقال : حدثنا محمد بن الحسين بن غزال الحارثي الخزاز ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن عمرو الجهني قال : حدثنا محمد بن منصور المقري ، قال : حدثنا أحمد بن الحسن بن مروان ، قال : حدثنا الحسن بن فرقد ، قال : حدثنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أمير المؤمنين أبي الحسين زيد بن علي عليهماالسلام عن آبائه عن أمير المؤمنين الوصي علي صلىاللهعليهوسلم في قوله تبارك اسمه : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) قال عليهالسلام : الفلق : جب في قعر جهنم عليه غطاء إذا كشف ذلك الغطاء خرجت منه نار تصيح جهنم من شدة حر ما يخرج منه).
أخبرنا أبو جعفر بن محمد الجعفري قراءة ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ، قال : حدثنا الحسن بن العباس بن أبي مهران الرازي ، قال : حدثنا سهل بن عثمان الرازي ، قال : حدثنا الحكم بن ظهير ، عن السدي عن الإمام الأعظم أبي الحسين زيد بن علي عليهماالسلام ، عن آبائه عليهمالسلام ، أنهم قالوا : الفلق : جب في قعر جهنم عليه غطاء فإذا كشف عنه خرجت منه نار تصيح جهنم من شدة حر ما يخرج منه). (مخطوط).
(١) سقط البيت من (أ). ولم أقف عليه.