بعدد افراد اليقين والشك ، فلا مانع من حكومة أحدها على الآخر ، كما في الثوب المتنجس المغسول بماء كان متيقن الطهارة وقد شك في نجاسته بقاء.
تتميم :
قسم المتأخرون من علمائنا الأعلام رضوان الله عليهم الأخبار على طوائف أربع.
الأول : الخبر الصحيح ، وهو ما كان جميع رواته عدولا ، زكاهم علماء الرّجال ، وقد يعبر في كتب الرّجال عن العادل بالثقة.
الثاني : الخبر الضعيف المنجبر بعمل المشهور.
الثالث : الخبر الموثق ، وهو ما كان رواته موثقين وان لم يكونوا إماميين ، ويدخل فيه خبر الفاسق الموثق ، سواء كان إماميّا أم لم يكن.
الرابع : الخبر الحسن ، وهو ما كان رواته من الإماميين الممدوحين بالخير والصلاح من دون أن يصرح بعدالتهم (١).
اما الخبر الصحيح فهو القدر المتيقن في دخوله تحت الآية الشريفة. والخبر الضعيف المنجبر بعمل المشهور يمكن استفادة حجيته من منطوقها ، بتقريب : ان المراد من قوله عزّ شأنه (فتبينوا) طلب الوضوح عن صدق خبر الفاسق الّذي لم يحرز تحرزه عن الكذب ، ومن طرق الوضوح والتبين عمل المشهور بذلك الخبر ، فالعمل به بعد ذلك بالواضح المبين.
__________________
(١) ذكر السيد الخوانساري في روضات الجنات ص ١٩ ان السيد جمال الدين أحمد بن طاوس أول من قسم أخبار الإمامية إلى الأقسام الأربعة ، واقتفى اثره تلميذه العلامة الحلي رحمهالله ، وزيد عليها في زمن المجلسيين المضمر والمرسل والمعضل على ما قيل وفي خاتمة مستدرك الوسائل للمحدث النوري ج ٣ ص ٧٠٤ ان السيد جمال الدين ابن طاوس أول من فتح باب الجرح والتعديل ، وناظر في الرّجال ، وكيفية الجمع بين الأخبار.