وتقول : بينى وبينه قرب ، وقرابة ، ومقربة ، ومقربة ، وقربة ـ ـ بالضمّ ـ وقربة ـ بضمّتين ـ وقربى ، قال تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)(١) ، أى إلّا أن تودّونى فى قرابتى ، أى فى قرابتى منكم.
ويستعمل القرب فى (المكان ، والزمان (٢)) ، والنسبة ، والحظوة. والرعاية ، والقدرة. فمن الأوّل قوله تعالى : (وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ)(٣) وقوله : (وَلا تَقْرَبُوهُنَّ)(٤) كناية عن الجماع. / وفى الزّمان نحو قوله تعالى : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ)(٥). وفى النّسبة قوله تعالى : (وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى)(٦). وفى الحظوة : (عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ)(٧) ، ويقال للحظوة القربة : (أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ)(٨). والرّعاية نحو قوله : (فَإِنِّي قَرِيبٌ)(٩). وفى القدرة قوله : (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)(١٠).
وقوله : (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ)(١١) يحتمل أن يكون من حيث القدرة (١٢).
والقربان : ما يتقرّب به إلى الله ؛ وصار فى التعارف اسما للنسيكة الّتى هى الذبيحة. وقوله تعالى : (فَلَوْ لا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ
__________________
(١) الآية ٢٣ سورة الشورى
(٢) فى الأصلين : «الزمان والمكان» والمناسب لما سيأتى ما أثبت.
(٣) الآية ٣٥ سورة البقرة ، والآية ١٩ سورة الأعراف
(٤) الآية ٢٢٢ سورة البقرة
(٥) صدر سورة القمر
(٦) الآية ١٠٦ سورة المائدة ، والآية ١٥٢ سورة الأنعام
(٧) الآية ٢٨ سورة المطففين.
(٨) الآية ٩٩ سورة التوبة
(٩) الآية ١٨٦ سورة البقرة
(١٠) الآية ١٦ سورة ق
(١١) الآية ٨٥ سورة الواقعة
(١٢) لم يذكر الاحتمال الآخر. وقد جرى البيضاوى على أنه قرب بالعلم ، والقرب من هذه الجهة لم يذكره المؤلف