الثالث للاعتقاد (١) (كقولك : يقول الشافعى) (٢) رحمهالله.
الرابع : يقال للدّلالة على شىء ، كقولك للجدار (٣) المائل يقول : إنّى ساقط. وقال الشاعر : امتلأ الحوض وقال قطنى (٤).
الخامس : يقال للعناية الصّادقة بالشىء ؛ كقولك : فلان يقول بكذا (٥).
السّادس (٦) : فى الإلهام ؛ نحو : (قُلْنا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ)(٧) فإنّ ذلك لم يكن بخطاب ورد عليه فيما روى وذكر ، بل كان إلهاما فسمّاه قولا. وقيل فى قوله تعالى : (قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ)(٨) إن ذلك كان بتسخير من الله تعالى لا بخطاب ظاهر ورد عليهما.
وقوله : (يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ)(٩) فذكر أفواههم تنبيها على أن ذلك كذب مقول لا عن صحّة اعتقاد ؛ كما ذكر الكتابة باليد فى قوله : (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ)(١٠).
وقوله : (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ)(١١) أى علم الله تعالى بهم وحكمه عليهم ، كما قال : (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ)(١٢).
__________________
(١) فى الأصلين. «الاعتقاد» وما أثبت عن الراغب
(٢) فى الراغب : «نحو فلان يقول بقول أبى حنيفة»
(٣) كذا. وقد يكون الأصل : «الجدار»
(٤) بعده.
مهلا رويدا قد ملات بطنى
وانظر الخصائص ١ / ٢٣
(٥) فى الراغب : «كذا»
(٦) ترك السادس فى كلام الراغب وهو الحد عند المنطقيين ، فيقولون : قول الجوهر كذا أى حده.
(٧) الآية ٨٦ سورة الكهف
(٨) الآية ١١ سورة فصلت
(٩) الآية ١٦٧ سورة آل عمران
(١٠) الآية ٧٩ سورة البقرة
(١١) الآية ٧ سورة يس
(١٢) الآية ١٣٧ سورة الأعراف. وورد فى مواطن أخر