ثلاثة أضرب : أن يقول لم أفعل ، أو يقول : فعلت لأجل كذا فيذكر ما يخرجه عن كونه مذنبا ، أو يقول : فعلت (١) ولا أعود ، ونحو ذلك. وهذا الثالث هو التوبة ، وكلّ توبة عذر ، وليس / كلّ عذر توبة. وأعذر من أنذر أى بالغ فى العذر ، أى فى كونه معذورا. ومن عذيرى من فلان. وعذيرك من فلان. قال عمرو بن معدى كرب :
أريد حياته ويريد قتلى |
|
عذيرك من خليلك من مراد (٢) |
ومعناه : هلمّ من يعذرك منه إن أوقعت به ، يعنى أنّه أهل للإيقاع به ، فإن أوقعت به كنت معذورا. ومنه قوله صلىاللهعليهوسلم : «لن يهلك الناس حتّى يعذروا من أنفسهم (٣)» ، واستعذر النبىّ صلىاللهعليهوسلم من عبد الله بن أبىّ ، أى قال : [من](٤) عذيرى من عبد الله ، وطلب من الناس العذر إن بطش به. والمعذّر : من يظن أن له عذرا ولا عذر له ، قال تعالى : (وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ)(٥) ، وقرئ (٦) (المُعْذِرون) أى الّذين يأتون بالعذر. وقال ابن عبّاس : رحم الله المعذرين ولعن الله المعذّرين. وقوله : (قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ)(٧) مصدر عذرت كأنه قيل : اطلب (٨) منه أن يعذرنى. وأعذر : أتى بما صار به معذورا. وو الله ما استعذرت إلىّ وما استعذرت إلىّ ، أى لم تقدّم الإعذار ولا الإنذار. وفلان ألقى معاذيره (٩).
__________________
(١) فى الراغب بعده : «ولم أحسن»
(٢) فى الأساس : «حباءه» فى مكان «حياته» وقد تمثل بهذا البيت أمير المؤمنين على رضى الله عنه وهو ينظر إلى ابن ملجم
(٣) فى مسند أحمد ورواه أبو داود عن رجل (الفتح الكبير)
(٤) زيادة من اللسان وغيره.
(٥) الآية ٩٠ سورة التوبة
(٦) هى قراءة يعقوب من العشرة
(٧) الآية ١٦٤ سورة الأعراف
(٨) تبع فى هذا الراغب. وفى اللسان أن التقدير : نعتذر معذرة.
(٩) جاء ذلك فى الآية ١٥ من سورة القيامة. والمعاذير : جمع معذرة بزيادة الياء فى الجمع على غير قياس