كيف ترجون سقاطى بعد ما |
|
جلّل الرأس مشيب وصلع (١) |
وقيل : كيف يستعمل على وجهين :
أحدهما : أن يكون شرطا فيقتضى فعلين متفقى اللفظ والمعنى غير مجزومين ؛ نحو كيف تصنع أصنع : ولا يجوز كيف تجلس أذهب باتّفاق
والثانى : ـ وهو الغالب ـ أن يكون استفهاما ، إمّا حقيقيّا ؛ نحو كيف زيد ، أو غير حقيقىّ نحو : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ)(٢) فإنه أخرج مخرج التّعجب.
وعن سيبويه أنّ (كيف) ظرف ؛. وعن السيرافىّ والأخفش أنها اسم غير ظرف. ورتّبوا على هذا الخلاف أمورا.
أحدها : أن موضعها عند سيبويه نصب دائما ، وعندهما رفع مع المبتدأ ، نصب مع غيره.
الثانى : أن تقديرها عند سيبويه : فى أىّ حال ، أو على أىّ حال ؛ وعندهما ، تقديرها فى نحو كيف زيد : أصحيح ونحوه ، وفى نحو كيف جاء زيد : راكبا جاء زيد ونحوه.
الثالث : أن الجواب المطابق عند سيبويه : على خير ونحوه ، وعندهما صحيح أو سقيم ، ونحوه.
وقال ابن مالك ما معناه : لم يقل أحد إن كيف ظرف ، إذ ليست زمانا ولا مكانا ، ولكنها لمّا كانت تفسّر بقولك على أىّ حال سؤالا عن
__________________
(١) هو البيت التاسع والسبعون من قصيدة له مفضلية. والسقاط : الفترة والسقوط. وفى المفضليات «بياض» فى مكان «مشيب»
(٢) الآية ٢٨ سورة البقرة