على أداء بدل الكتابة ؛ لكن يصيروا أحرارا. أو بأن يشترى بجزء منها عددا من العبيد لكي يعتقوا من الرق.
وذلك لأن الإسلام يحبب أتباعه في عتق الرقاب ، وفي مساعدة الأرقاء على أن يصيروا أحرارا.
وقوله : «والغارمين» من الغرم بمعنى الملازمة للشيء ومنه قوله. تعالى : (إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً) أى : عذاب جهنم كان ملازما لأهلها من الكافرين.
والمراد بالغارمين : من لزمتهم الديون في غير معصية لله ، ولا يجدون المال الذي يدفعونه لدائنيهم ، فيعطون من الزكاة ما يعينهم على سداد ديونهم.
وقوله : (وَفِي سَبِيلِ اللهِ) بيان لنوع سابع من مصارف الزكاة.
والسبيل : الطريق الذي فيه سهولة ، وجمعه سبل. وأضيف إلى الله تعالى للإشارة إلى أنه هو السبيل الحق الذي لا يحوم حوله باطل ، وهو الذي يوصل السائر فيه إلى مرضاة الله ومثوبته.
أى : وتصرف الصدقات في سبيل الله ، يدفع جزء منها لمساعدة المجاهدين والغزاة والفقراء الذين خرجوا لإعلاء كلمة الله.
قال بعض العلماء ما ملخصه : قال أبو حنيفة ومالك والشافعى. يصرف سهم سبيل الله المذكور في الآية الكريمة إلى الغزاة .. ، لأن المفهوم في الاستعمال المتبادر إلى الأفهام أن سبيل الله هو الغزو ، وأكثر ما جاء في القرآن الكريم كذلك.
وقال الإمام أحمد : يجوز صرف سبيل الله إلى مريد الحج.
وقال بعضهم. يجوز صرف سبيل الله إلى طلبة العلم.
وفسره بعضهم بجميع القربات. فيدخل فيه جميع وجوه الخير ، مثل تكفين الموتى ، وبناء القناطر ، والحصون ، وعمارة المساجد «وفي سبيل الله» عام في الكل .. (١).
وقوله : (وَابْنِ السَّبِيلِ) بيان للصنف الثامن والأخير من الأصناف الذين هم مصارف الزكاة.
والمراد بابن السبيل : المسافر المنقطع عن ماله في سفره. ولو كان غنيا في بلده ، فيعطى من الزكاة ما يساعده على بلوغ موطنه.
وقد اشترط العلماء لابن السبيل الذي يعطى من الصدقة ، أن يكون سفره في غير معصية
__________________
(١) تفسير آيات الأحكام ج ٣ ص ٤٢ لفضيلة الشيخ محمد على السائس.