الأعشى ميمون بن قيس بقوله :
لو أطعموا المنّ والسلوى مكانهم |
|
ما أبصر الناس طعما فيهم نجعا (١) |
[٢ / ٢٠١٢] وتظاهرت الأخبار عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : «الكمأة من المنّ ، وماؤها شفاء للعين» (٢).
وقال بعضهم : المنّ : شراب حلو كانوا يطبخونه فيشربونه. وأمّا أميّة بن أبي الصلت فإنّه جعله في شعره عسلا ، فقال يصف أمرهم في التيه وما رزقوا فيه :
فرأى الله أنّهم بمضيع |
|
لا بذي مزرع ولا مثمورا (٣) |
فنساها عليهم غاديات |
|
ومرى مزنهم خلايا وخورا (٤) |
عسلا ناطفا وماء فراتا |
|
وحليبا ذا بهجة ممرورا (٥) |
الممرور : الصافي من اللبن ، فجعل المنّ الذي كان ينزل عليهم عسلا ناطفا ، والناطف : هو القاطر (٦).
__________________
(١) ديوانه (ص ١٠٨). الطعم : ما أكل من الطعام. ونجع الطعام في الإنسان : هنأ آكله وتبينت تنميته واستمرأه وصلح عليه.
(٢) هذا الحديث روي في الصحاح من حديث سعيد بن زيد وأبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله. رواه البخاري في تفسير سورة البقرة باب ٤ ، وفي تفسير سورة الأعراف باب ٢ ، والطبّ باب ٢٠. ومسلم في الأشربة ٦ : ١٢٦. والترمذي في الطبّ باب ٢٢. وابن ماجه في الطبّ باب ٨. وأحمد في المسند (١ : ١٨٧).
(٣) مضيع : بموضع ضياع وهوان وهلاك. ومزرع : مصدر ميمي من زرع ، يعني ليس بذي زرع. ومثمورا : يقال : الثمير والثميرة : اللبن الذي ظهر زبده وتحبب.
(٤) نساها : أصلها نسأها مهموزة ، ونسأ الدابة والإبل : زجرها وساقها. والغاديات : جمع غادية ، وهي السحابة التي تنشأ غدوة. ومرى الناقة : مسح ضرعها لتدرّ. والمزن : جمع مزنة ، وهي السحابة ذات الماء. وخلايا : جمع خلية ، وهي الناقة التي خليت للحلب لكرمها وغزارة لبنها. والخور : إبل حمر إلى الغبرة رقيقات الجلود طوال الأوبار. والناطف : المتقطّر قليلا قليلا.
(٥) الفرات : أشدّ الماء عذوبة. وممرور أي مهيّج.
(٦) الطبري ١ : ٤١٩ ـ ٤٢١.