قد كنت أحسبني كأغنى واحد |
|
نزل المدينة عن زراعة فوم |
وقال القتيبي : الحبوب التي تؤكل ، كلّها.
[٢ / ٢٢٠٢] وقال الكلبيّ والنضر بن شميل والكسائيّ والمعرّج : هو الثوم ، وأنشد المعرّج لحسّان :
وأنتم أناس لئام الأصول |
|
طعامكم الفوم والحفول (١) |
يعني الثوم والبصل ؛ فالعرب تعاقب بين الفاء والثاء فتقول لصمغ العرفط : مغاثير ومغافير (٢) ، وللقبر جدف وجدث ، ودليل هذا التأويل أنّها في مصحف عبد الله : وثومها.
(وَعَدَسِها وَبَصَلِها) :
[٢ / ٢٢٠٣] عن الحسين بن عليّ عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «عليكم بالعدس فإنّه مبارك مقدّس وإنّه يرقّق القلب ويكثر الدّمعة ، وإنّه بارك فيه سبعون نبيّا آخرهم عيسى عليهالسلام» (٣).
فقال لهم موسى عند ذلك : (أَتَسْتَبْدِلُونَ). وفي مصحف أبيّ : أتبدّلون.
(الَّذِي هُوَ أَدْنى) أخسّ وأردأ.
حكى الفرّاء عن زهير الفرقبيّ (٤) : إنّه قرأ «أدنأ» بالهمزة ، والعامّة على ترك الهمزة.
وقال بعض النحاة : هو أدون فقدّمت النون وحوّلت الواو ياء كقولهم : أولى ، من الويل (٥).
(بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ) أشرف وأفضل ، ومعناه : أتتركون الذي هو خير وتريدون الّذي هو شرّ ، ويجوز أن يكون هذا الخير والشرّ منصرفين إلى أجناس الطعام وأنواعه ، ويجوز أن يكونا منصرفين إلى اختيار الله لهم ، واختيارهم لأنفسهم.
(اهْبِطُوا مِصْراً) يعني : فإن أبيتم إلّا ذلك فاهبطوا مصرا من الأمصار ، ولو أراد مصر بعينها لقال : «مصر» ولم يصرفه كقوله (ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شاءَ اللهُ)(٦). وهذا معنى قول قتادة.
__________________
(١) الحفول : شجر له ورق مدوّر بقدر الإجّاصة ليست له رطوبة والعرب تأكله وفيه مرارة وله عجمة (نواة) لينة تسمّى الحفص. نظير نواة الزعرورة.
(٢) المغافير : صمغ يسيل من شجر العرفط ، ذو رائحة كريهة.
(٣) العيون ١ : ٤٥ / ١٣٦ ؛ القرطبي ١ : ٤٢٧.
(٤) هو من القرّاء النحويّين وكان في زمن عاصم.
(٥) ليكون أصله : أويل.
(٦) يوسف ١٢ : ٩٩.