بِكْرٌ) يعني بقوله جلّ ثناؤه : (لا فارِضٌ) : لا مسنّة هرمة ، يقال منه : فرضت البقرة تفرض فروضا ، يعني بذلك أسنّت ، ومن ذلك قول الشاعر :
يا ربّ ذي ضغن عليّ فارض |
|
له قروء كقروء الحائض (١) |
يعني بقوله فارض : قديم يصف ضغنا قديما. ومنه قول الآخر :
له زجاج ولهاة فارض |
|
هدلاء كالوطب نحاه الماخض (٢) |
[٢ / ٢٣٧٧] وروي عن مجاهد في قوله : (لا فارِضٌ) قال : لا كبيرة.
[٢ / ٢٣٧٨] وروى شريك بإسناده عن ابن عبّاس ، أو عن عكرمة ، شكّ شريك في قوله : (لا فارِضٌ) قال : الكبيرة.
[٢ / ٢٣٧٩] وعن ابن عبّاس قال : الفارض : الهرمة.
[٢ / ٢٣٨٠] وعن الضحّاك ، عن ابن عبّاس قال : الفارض : ليست بكبيرة هرمة.
[٢ / ٢٣٨١] وروى ابن جريج ، عن عطاء الخراساني عن ابن عبّاس قال : الفارض : الهرمة.
[٢ / ٢٣٨٢] وروى ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قال : الفارض : الكبيرة.
والبكر من إناث البهائم وبني آدم ما لم يفتحله الفحل ، وهي مكسورة الباء لم يسمع منه «فعل» ولا «يفعل». وأما «البكر» بفتح الباء فهو الفتى من الإبل. وإنّما عنى ـ جلّ ثناؤه ـ بقوله (وَلا بِكْرٌ) : ولا صغيرة لم تلد. كما :
[٢ / ٢٣٨٣] قال مجاهد : البكر : الصغيرة.
__________________
(١) في اللسان (مادة فرض) :
يا ربّ مولى حاسد مباغض |
|
عليّ ذي ضغن وضبّ فارض |
له قروء كقروء الحائض |
والضب : الغيظ والحقد تضمره في القلب. والقروء : جمع قرء ، وهو وقت الحيض.
(٢) الشطر الأول في اللسان (مادة زجج). والزجاج : الأنياب. واللهاة : لحمة حمراء في الحنك مشرفة على الحلق. والفارض هنا : الواسع العظيم الضخم. الأهدل والهدلاء : المسترخي المشفر أو الشفة. والوطب : سقاء اللبن يكون من جلد. ونحاه : صرفه عنه. والماخض : من مخض اللبن : إذا وضع في الممخضة ليخرج زبده.