لا يقتل بعضكم بعضا ، (وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ) ونفسك يا ابن آدم أهل ملّتك! (١).
[٢ / ٢٥٦٥] وفي رواية عنه في قوله : (لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ) يقول : لا يقتل بعضكم بعضا بغير حقّ ، فتسفك يا ابن آدم دماء أهل ملّتك ودعوتك (٢).
[٢ / ٢٥٦٦] وقال الإمام أبو محمّد العسكري عليهالسلام في قوله : (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ) : «واذكروا يا بني إسرائيل حين أخذنا ميثاقكم [أي أخذنا ميثاقكم] على أسلافكم ، وعلى كلّ من يصل إليه الخبر بذلك من أخلافهم الّذين أنتم منهم (لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ) لا يسفك بعضكم دماء بعض (وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ) ولا يخرج بعضكم بعضا من ديارهم (ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ) بذلك الميثاق كما أقرّ به أسلافكم ، والتزمتموه كما التزموه (وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ) بذلك على أسلافكم وأنفسكم» (٣).
[٢ / ٢٥٦٧] وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله : (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ) يقول : لا يقتل بعضكم بعضا (وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ) يقول : لا يخرج بعضكم بعضا من الديار ، (ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ) بهذا الميثاق (وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ) يقول : وأنتم شهود (٤).
[٢ / ٢٥٦٨] وقال مقاتل بن سليمان : (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ) في التوراة يعني ولقد أخذنا ميثاقكم في التوراة (لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ) يقول لا يقتل بعضكم بعضا (وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ) يعني لا يخرج بعضكم بعضا (مِنْ دِيارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ) بهذا (وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ) أنّ هذا في التوراة (٥).
[٢ / ٢٥٦٩] وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عبّاس في قوله : (ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ) أنّ هذا حقّ من ميثاقي عليكم (ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ) أي أهل الشرك حتّى تسفكوا دماءكم معهم (وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ) قال : تخرجونهم من ديارهم معهم (تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ) فكانوا إذا كان بين الأوس والخزرج حرب خرجت بنو قينقاع مع الخزرج ، وخرجت بنو النضير وبنو قريظة مع الأوس ، وظاهر كلّ واحد من الفريقين حلفاءه على
__________________
(١) الطبري ١ : ٥٥٦ / ١٢٠٧.
(٢) المصدر بعد حديث ١٢٠٨.
(٣) تفسير الإمام عليهالسلام : ٣٦٧ / ٢٥٧ ؛ البرهان ١ : ٢٦٩ / ١ ؛ البحار ٩ : ١٨٠ / ٨ ، باب ١ ؛ الصافي ١ : ٢٢٧.
(٤) الدرّ ١ : ٢١١ ؛ الطبري ١ : ٥٥٦ ـ ٥٥٧ / ١٢٠٨ و ١٢٠٩ و ١٢١١.
(٥) تفسير مقاتل ١ : ١٢٠.