[٢ / ٢٥٧٣] وقال مقاتل بن سليمان : (فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ) يعني الهوان (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) فكان خزي أهل قريظة القتل والسبي وخزي أهل النضير الجلاء والنفي من منازلهم وجنّاتهم التي بالمدينة إلى أذرعات وأريحا من أرض الشام فكان هذا خزيا لهم وهوانا لهم (١).
***
[٢ / ٢٥٧٤] وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله تعالى : (أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ) قال : استحبّوا قليل الدنيا على كثير الآخرة (٢).
[٢ / ٢٥٧٥] وقال مقاتل بن سليمان : ثمّ نعتهم فقال ـ سبحانه ـ : (أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا) يعني اختاروا (الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ) يقول باعوا الآخرة بالدنيا ممّا يصيبون من سفلة اليهود من المآكل (فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ) في الآخرة (وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) يعني ولا هم يمنعون من العذاب (٣).
[٢ / ٢٥٧٦] وروي عن الإمام العسكري عليهالسلام قال : «ثمّ وصفهم فقال ـ عزوجل ـ : (أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ) رضوا بالدنيا وحطامها بدلا من نعيم الجنان المستحق بطاعات الله (فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) لا ينصرهم أحد يرفع عنهم العذاب» (٤).
__________________
(١) تفسير مقاتل ١ : ١٢٠.
(٢) الدرّ ١ : ٢١٢ ؛ الطبري ١ : ٥٦٧ / ١٢٢٣ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ١٦٧ / ٨٧٧.
(٣) تفسير مقاتل ١ : ١٢١.
(٤) تفسير الإمام عليهالسلام : ٣٦٨ / ذيل ٢٥٧ ؛ البرهان ١ : ٢٧٠ / ذيل ١ ؛ البحار ٩ : ١٨١ / ذيل ٨ ، باب ١.