الصادق عليهالسلام عن العلم ما هو؟ أعلم يتعلّمه العالم من أفواه الرجال أو في كتاب عندكم تقرأونه فتعلمون منه؟ فقال : «الأمر أعظم من ذلك وأجلّ! أما سمعت قول الله ـ تبارك وتعالى ـ : (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ...)(١).
قال عليهالسلام : بلى قد كان صلىاللهعليهوآلهوسلم في حال لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان ، حتّى بعث الله إليه تلك الروح الّتي يعطيها الله من يشاء ، فإذا أعطاها عبدا علّمه الفهم والعلم» (٢).
[٢ / ٢٦١٠] وعن الحسن بن عليّ بن فضّال عن أبي جميلة عن محمّد الحلبي عن الصادق عليهالسلام قال : «إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ أحد صمد ، والصمد الشيء الذي ليس له جوف (٣). وإنّما الروح خلق من خلقه ، له بصر وقوّة وتأييد ، يجعله الله في قلوب الرسل والمؤمنين» (٤).
[٢ / ٢٦١١] وعن المفضّل بن عمر عنه عليهالسلام قال : «مثل المؤمن وبدنه كجوهرة في صندوق ، إذا خرجت الجوهرة منه طرح الصندوق ولم تتعب به. قال : إنّ الأرواح لا تمازج البدن ولا تداخله ، إنّما هي كالكلل للبدن محيطة به» (٥).
وفي الروايات تأكيد على أنّ الروح التي تسدّد الأنبياء والأئمّة والصلحاء ، غير جبرائيل عليهالسلام بل خلق أعظم منه (٦).
***
وجاء في وصف روح القدس أنّها العاصمة للأنفس الزكيّة ، فلا تلهو ولا تقترف كبيرة ، وتجعلها على وعي أبدا.
[٢ / ٢٦١٢] روى الصفّار بالإسناد إلى الحسن بن جهم عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليهالسلام قال : «من سكن فيه روح القدس ، فإنّه لا يعمل بكبيرة أبدا» (٧).
__________________
(١) الشورى ٤٢ : ٥٢ ـ ٥٣.
(٢) البصائر : ٤٥٨ ـ ٤٦٠ / ١ ـ ٥ ، باب ١٧.
(٣) أي ليس لله روح في باطن جوفه كما في غيره من الأحياء.
(٤) البصائر : ٤٦٣ / ١٢ ، باب ١٨.
(٥) المصدر / ١٣.
(٦) راجع : البصائر : ٤٦٤ / ٣ و ٤ ، باب ١٩ ، والبحار ٢٥ : ٥٩.
(٧) البحار ٢٥ : ٥٥ / ١٤ ؛ البصائر : ٤٤٧ / ٣.