إنّ القلوب ـ في أصل فطرتها ـ خلقت أوعية متفتّحة ، تلتهم ما أفيض عليها من ملكوت القدس لو لا أن عارضها غطاء التعامي والإفراط في الجهالة.
ومنّ ثمّ فلا غطاء هناك ، وإنّما هو التعامي عن تلقّي الحقّ الصراح. فقد لعنهم الله وأبعدهم عن ساحة رحمته بسبب كفرهم وإصرارهم على التباعد عنها ، فمثل هؤلاء المتعنّتين قلّ منهم من يؤمن ، حيث كان انفلات عن غواية الجهل والتعامي.
وبذلك وردت أحاديث :
[٢ / ٢٦٣٣] أخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عبّاس : (وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ) أي في أكنّة.
[٢ / ٢٦٣٤] وعن أبي طلحة عن ابن عبّاس قوله : (قُلُوبُنا غُلْفٌ) أي في غطاء (١).
[٢ / ٢٦٣٥] وأخرج وكيع عن عكرمة في قوله : (قُلُوبُنا غُلْفٌ) قال : عليها طابع (٢).
[٢ / ٢٦٣٦] وأخرج ابن جرير عن مجاهد (وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ) عليها غشاوة (٣).
[٢ / ٢٦٣٧] وأخرج عن عبد الرزّاق ، عن معمر ، عن قتادة في قوله : (قُلُوبُنا غُلْفٌ) قال : عليها طابع ، قال : هو كقوله : (قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ)(٤). (٥).
[٢ / ٢٦٣٨] وعن شريك عن الأعمش قوله : (قُلُوبُنا غُلْفٌ) قال : هي في غلف (٦).
[٢ / ٢٦٣٩] وعن ابن زيد في قوله : (قُلُوبُنا غُلْفٌ) قال : يقول قلبي في غلاف ، فلا يخلص إليه ممّا تقول. وقرأ : (وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ)(٨). (٩).
[٢ / ٢٦٤٠] وعن أسباط ، عن السدّي : (وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ) قال : يقولون : عليها غلاف وهو الغطاء (١٠).
[٢ / ٢٦٤١] وقال مقاتل بن سليمان : فعرفوا أنّ الذي قال لهم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم حقّ فسكتوا (وَقالُوا)
__________________
(١) الطبري ١ : ٥٧٢ / ١٢٣٩.
(٢) الدرّ ١ : ٢١٤ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ١٧١ / ٨٩٩.
(٣) الدرّ ١ : ٢١٤ ؛ الطبرى ١ : ٥٧٢ / ١٢٤٠ ؛ أبو الفتوح ٢ : ٥٢ ـ ٥٣ ؛ الثعلبي ١ : ٢٣٣.
(٤) فصّلت ٤١ : ٥.
(٥) الطبري ١ : ٥٧٣ / ١٢٤٣ ؛ عبد الرزّاق ١ : ٢٧٩ / ٨٥.
(٦) الطبري ١ : ٥٧٢ / ١٢٤١.
(٨) فصّلت ٤١ : ٥.
(٩) الطبري ١ : ٥٧٣ / ١٢٤٦.
(١٠) الطبري ١ : ٥٧٣ / ١٢٤٥ ؛ ابن أبي حاتم : ١ : ١٧٠ / ٨٩٥.