ولا يحفلون بهم .... (يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ ،) وذلك لمّا قيل لفرعون : إنّه يولد في بني إسرائيل مولود يكون على يده هلاكك وزوال ملكك ، فأمر بذبح أبنائهم ، فكانت الواحدة منهنّ تصانع القوابل عن نفسها لئلّا تنمّ عليها ويتمّ حملها حتّى تلقي ولدها في صحراء أو غار جبل أو مكان غامض .... (وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ) يبقونهنّ ويتخذونهنّ إماء» (١).
[٢ / ١٧٨٥] وقال مقاتل بن سليمان : ثمّ ذكّرهم النعم ليوحّدوه فقال سبحانه : (وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ) يعني أنقذناكم (مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ) يعني أهل مصر (يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ) يعني يعذّبونكم شدّة العذاب يعني ذبح الأبناء واستحياء النساء. لأنّ فرعون أمر بذبح البنين في حجور أمّهاتهم. ثمّ بيّن العذاب فقال : (يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ) في حجور أمّهاتهم (وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ) يعني قتل البنين وترك البنات ، قتل منهم فرعون ثمانية عشر طفلا مخافة أن يكون فيهم مولود يكون هلاكه في سببه (٢).
[٢ / ١٧٨٦] وأخرج ابن جرير عن ابن عبّاس قال : قالت الكهنة لفرعون : إنّه يولد في هذا العام مولود يذهب بملكك! فجعل فرعون على كلّ ألف امرأة مائة رجل ، وعلى كلّ مائة عشرا ، وعلى كلّ عشر رجلا ، فقال : انظروا كلّ امرأة حامل في المدينة ، فإذا وضعت حملها ذكرا فاذبحوه ، وإن كانت أنثى فخلّوا عنها ، وذلك قوله : (يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ ...) الآية (٣).
[٢ / ١٧٨٧] وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في الآية ، قال : إنّ فرعون ملكهم أربعمائة سنة ، فقال له الكهنة : سيولد العام بمصر غلام يكون هلاكك على يديه. فبعث في أهل مصر نساء قوابل ، فإذا ولدت امرأة غلاما أتي به فرعون فقتله ويستحيي الجواري (٤).
[٢ / ١٧٨٨] وأخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس في الآية ، قال : إنّ فرعون ملكهم أربعمائة سنة ، وإنّه أتاه آت فقال : إنّه سينشأ في مصر غلام من بني إسرائيل فيظهر عليك ويكون هلاكك على يديه. فبعث في مصر نساء. فذكر نحو ذلك (٥).
__________________
(١) البرهان ١ : ٢١٣ ـ ٢١٥ / ١ ؛ تفسير الإمام : ٢٤٢ ـ ٢٤٤ / ١٢٠ ؛ البحار ١٣ : ٤٧ / ١٦ ، باب ٢.
(٢) تفسير مقاتل ١ : ١٠٣. وفي بعض النسخ : ثمانية عشر ألف طفل.
(٣) الدرّ ١ : ١٦٦ ؛ الطبري ١ : ٣٨٨ / ٧٤٨.
(٤) الدرّ ١ : ١٦٦ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ١٠٦ ـ ١٠٥ / ٥٠٥ ؛ الطبري ١ : ٣٨٨ / ٧٤٩.
(٥) الطبري ١ : ٣٨٨ / ٣٨٩ / ٧٥٠.