الأنصار سورة أقرأهما رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وكانا يقرآن بهما. فقاما يقرآن ذات ليلة يصلّيان فلم يقدرا منها على حرف فأصبحا غاديين على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فذكرا ذلك له ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّهما ممّا نسخ أو أنسي ، فالهوا عنه!» (١)
وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد باب القراءات وعقّبه بقوله : وفيه سليمان بن أرقم وهو متروك (٢) وكذا أخرجه ابن كثير وقال : سليمان بن أرقم ضعيف. (٣)
[٢ / ٢٩٢٣] وأخرج أبو داوود في ناسخه وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف وأبو ذرّ الهروي في فضائله عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف : أنّ رجلا كانت معه سورة ، فقام من اللّيل ، فقام بها فلم يقدر عليها ، وقام آخر بها يقرأ بها فلم يقدر عليها ، وقام آخر فلم يقدر عليها ، فأصبحوا فأتوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فاجتمعوا عنده فأخبروه ، فقال : إنّها نسخت البارحة. (٤)
[٢ / ٢٩٢٤] وأخرج أبو داوود في ناسخه والبيهقي في الدلائل من وجه آخر عن أبي أمامة : أنّ رهطا من الأنصار من أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أخبروه أنّ رجلا قام من جوف الليل يريد أن يفتتح سورة كان قد وعاها ، فلم يقدر منها على شيء إلّا بسم الله الرحمان الرحيم ، ووقع ذلك لناس من أصحابه ، فأصبحوا فسألوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن السورة ، فسكت ساعة لم يرجع إليهم شيئا. ثمّ قال : نسخت البارحة ، فنسخت من صدورهم ، ومن كلّ شيء كانت فيه. (٥)
[٢ / ٢٩٢٥] وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله : (أَوْ نُنْسِها) قال : إنّ نبيّكم صلىاللهعليهوآلهوسلم أقرىء قرآنا ثمّ أنسيه ، فلم يكن شيئا ، ومن القرآن ما قد نسخ وأنتم تقرأونه! (٦)
__________________
(١) الكبير ١٢ : ٢٢٣ / ١٣١٤١ (ترجمة سالم) ؛ الأوسط ٥ : ٤٨ / ٤٦٣٧.
(٢) مجمع الزوائد ٧ : ١٥٤.
(٣) ابن كثير ١ : ١٥٤.
(٤) الدرّ ١ : ٢٥٦ ؛ مسند الشاميين ٤ : ١٦١ / ٣٠٠١ ، بتفصيل ؛ نواسخ القرآن ، ابن الجوزي : ٣٤ ؛ القرطبي ١ : ٦٣ ؛ البغوي ١ : ١٥٣ / ٧٣. بمعناه ؛ أبو الفتوح ٢ : ١٠٣ ؛ الثعلبي ١ : ٢٥٤ : قال : رواه أبو أمامة بن سهل بن حنيف في مجلس سعيد بن المسيّب.
(٥) الدرّ ١ : ٢٥٦ ؛ الدلائل ٧ : ١٥٧ ، باب ما جاء في تأليف القرآن ؛ نواسخ القرآن ، ابن الجوزي : ٣٣ ؛ الوسيط ١ : ١٨٩.
(٦) الدرّ ١ : ٢٥٦ ؛ الطبري ١ : ٦٦٥ / ١٤٤٨ ؛ التبيان ١ : ٣٩٦ ؛ مجمع البيان ١ : ٣٤٠ ، إلى قوله : «فلم يكن شيئا ...».