وقال تعالى : (وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَاللهُ أَمَرَنا بِها قُلْ إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ). (١) أي كبائر الإثم العارمة والتي تهزّ أركان النظام بصرامة.
وقال : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا ...)(٢). أي تشيع المنكرات.
وقال تعالى ـ مخاطبا لأزواج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : (مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ)(٣) أي بمنكر من قول أو فعل ، بحيث لا يتناسب وحرمة شأن أمّهات المؤمنين!
وقال : (وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ ...). (٤) و (إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ ....)(٥) و (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ)(٦).
إلى غيرهنّ من آيات ، أريد بالفواحش ، الكبائر الموبقة والتي تختلّ بشيوعها أواصر النظام وتنفصم عرى وحدتها وسلامتها دون تفشّي الفساد.
نعم ، لا نتحاشا إطلاق الفاحشة على الزنا واللواطة أيضا ، باعتبارهما خروجا على سنن الطبيعة وهتكا لحريم النظام ، المبتني قواعده على النكاح دون السفاح.
قال تعالى : (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلاً)(٧).
نعم كان الزنا ـ أي العمل الجنسي خارج إطاره المشروع ـ فاحشة ونقضا لأسس وقار النظام إلى حيث الفوضى والانهيار.
ومن ثمّ فهو من أسوء السّبل لاتّخاذ كسر نائرة الشهوات.
وهكذا شنّع لوط قومه بخروجهم على سنن الطبيعة وجريهم على خلاف المجرى المتعارف العامّ : (أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ)(٨). (إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ)(٩).
__________________
(١) الأعراف ٧ : ٢٨.
(٢) النور ٢٤ : ١٩.
(٣) الأحزاب ٣٣ : ٣٠.
(٤) الأنعام ٦ : ١٥١.
(٥) الأعراف ٧ : ٣٣.
(٦) الشورى ٤٢ : ٣٧.
(٧) الإسراء ١٧ : ٣٢.
(٨) الأعراف ٧ : ٨٠.
(٩) العنكبوت ٢٩ : ٢٨.