[٢ / ٣٠١٨] وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال : أولئك أعداء الله الروم ، حملهم بغض اليهود على أن أعانوا بخت نصّر البابلي المجوسي على تخريب بيت المقدس! (١)
[٢ / ٣٠١٩] وقال مقاتل بن سليمان : (وَمَنْ أَظْلَمُ) نزلت في انطياخوس بن ببليس الرومي ومن معه من أهل الروم يقول : فلا أحد أظلم (مِمَّنْ مَنَعَ) يعني نصارى الروم (مَساجِدَ اللهِ) يعني بيت المقدس أن يصلّى فيه (أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) يعني التوحيد (وَسَعى فِي خَرابِها) وذلك أنّ الروم ظهروا على اليهود فقتلوهم وسبوهم وخرّبوا بيت المقدس وألقوا فيه الجيف وذبحوا فيه الخنازير. ثمّ كان على عهد الروم الثانية ططسر بن سناباتوس ويقال اصطفانوس ، فقتلهم وخرّب بيت المقدس فلم يعمر حتّى بناه المسلمون في زمان عمر بن الخطّاب؟! (٢)
[٢ / ٣٠٢٠] وأخرج ابن جرير عن السدّي في قوله : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ ...) الآية.
قال : هم الروم ، كانوا ظاهروا بخت نصّر على بيت المقدس. وفي قوله : (أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ) قال : فليس في الأرض روميّ يدخله اليوم إلّا وهو خائف أن تضرب عنقه ، وقد أخيف بأداء الجزية فهو يؤدّيها. وفي قوله : (لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ) قال : أمّا خزيهم في الدنيا ، فإنّه إذا قام المهديّ (!؟) وفتحت القسطنطينيّة (!؟) قتلهم. فذلك الخزي! (٣)
[٢ / ٣٠٢١] وقال مقاتل بن سليمان : ثمّ أخبر عن أهل الروم فقال : (لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ) يعني الهوان إن لم تقتل مقاتلتهم وتسب ذراريهم بأيدي المسلمين في ثلاث مدائن : قسطنطينيّة والروميّة ومدينة أخرى وهي عموريّة فهذا خزيهم في الدنيا (وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ) من النار. (٤)
***
[٢ / ٣٠٢٢] وعن ابن عبّاس في قوله تعالى : (أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ) قال : هذا
__________________
(١) الدرّ ١ : ٢٦٥ ؛ الطبري ١ : ٦٩٦ / ١٥١١ ؛ الثعلبي ١ : ٢٦١.
(٢) تفسير مقاتل ١ : ١٣٢.
(٣) الدرّ ١ : ٢٦٤ ؛ الطبري ١ : ٦٩٧ / ١٥١٢ و ١٥١٥ و ١٥١٨ ؛ عبد الرزّاق ١ : ٢٨٦ / ١٠٩ عن قتادة ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢١١ / ١١١٦ و ١١١٨ ؛ القرطبي ٢ : ٧٩ ، بلفظ : «الخزي لهم في الدنيا قيام المهديّ وفتح عمّوريّة وروميّة وقسطنطنيّة وغير ذلك من مدنهم» ؛ الثعلبي ١ : ٢٦١ ، عن قتادة والسدّي وزاد : من أجل أنّهم قتلوا يحيى بن زكريّا.
(٤) تفسير مقاتل ١ : ١٣٣.