عبد الله عليهالسلام يقول : «شكر كلّ نعمة وإن عظمت أن تحمد الله عزوجل عليها» (١). (٢)
[٢ / ١٨٦٨] وبالإسناد إلى سيف بن عميرة ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : «هل للشكر حدّ إذا فعله العبد كان شاكرا؟ قال : نعم. قلت : ما هو؟ قال : يحمد الله على كلّ نعمة عليه في أهل ومال ، وإن كان فيما أنعم عليه في ماله حقّ أدّاه ومنه قوله جلّ وعزّ : (سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ)(٣) ومنه قوله تعالى : (رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ)(٤) وقوله : (رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً)» (٥).
[٢ / ١٨٦٩] وإلى معمر بن خلّاد قال : سمعت أبا الحسن صلوات الله عليه يقول : «من حمد الله على النعمة فقد شكره ، وكان الحمد أفضل من تلك النعمة».
[٢ / ١٨٧٠] وإلى صفوان الجمّال ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال لي : «ما أنعم الله على عبد بنعمة صغرت أو كبرت ، فقال : الحمد لله ، إلّا أدّى شكرها».
[٢ / ١٨٧١] وإلى إسماعيل بن أبي الحسن ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «من أنعم الله عليه بنعمة فعرفها بقلبه ، فقد أدّى شكرها».
[٢ / ١٨٧٢] وإلى منصور بن يونس ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «إنّ الرّجل منكم ليشرب الشّربة من الماء فيوجب الله له بها الجنّة ، ثمّ قال : إنّه ليأخذ الإناء فيضعه على فيه فيسمّي (٦) ثمّ يشرب فينحّيه وهو يشتهيه فيحمد الله ، ثمّ يعود فيشرب ، ثمّ ينحّيه فيحمد الله ثمّ يعود فيشرب ، ثمّ ينحّيه فيحمد الله ، فيوجب الله عزوجل بها له الجنّة».
[٢ / ١٨٧٣] وإلى ابن أبي عمير ، عن الحسن بن عطيّة ، عن عمر بن يزيد قال : «قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إنّي سألت الله عزوجل أن يرزقني مالا فرزقني وإنّي سألت الله أن يرزقني ولدا فرزقني ولدا وسألته أن يرزقني دارا فرزقني وقد خفت أن يكون ذلك استدراجا (٧) ، فقال : أما ـ والله ـ مع
__________________
(١) في بعض النسخ «أن يحمد الله عزوجل عليها».
(٢) الكافي ٢ : ٩٥ / ٦ ـ ١١.
(٣) الزخرف ٤٣ : ١٣.
(٤) المؤمنون ٢٣ : ٢٩.
(٥) الإسراء ١٧ : ٨٠.
(٦) التسمية أن يقول : بسم الله الرحمان الرحيم.
(٧) في القاموس : استدرجه : خدعه وأدناه كدرجه. واستدراجه تعالى العبد أنّه كلّما جدّد خطيئة جدّد له نعمة وأنساه الاستغفار ، أو أن يأخذه قليلا قليلا ولا يباغته والبغتة : الفجأة.