والأمّهات. ومن كسر قال : هى كثيرة المجرى فى الكلام ؛ فاستثقل ضمة قبلها ياء ساكنة أو كسرة. وإنما يجوز كسر ألف «أمّ» إذا وليها (١) كسرة أو ياء ؛ فإذا انفتح ما قبلها فقلت : فلان عند أمّه ، لم يجز أن تقول : عند إمّه ، وكذلك إذا كان ما قبلها مضموما لم يجز كسرها ؛ فتقول : اتّبعت أمّه ، ولا يجوز الكسر. وكذلك إذا كان ما قبلها حرفا مجزوما لم يكن فى الأمّ إلا ضم الألف ؛ كقولك : من أمّه ، وعن أمّه. ألا ترى أنك تقول : عنهم ومنهم [واضربهم] (٢). ولا تقول : عنهم ولا منهم ، ولا اضربهم. فكل موضع حسن فيه كسر الهاء مثل قولهم : فيهم وأشباهها ، جاز فيه كسر الألف من «أمّ» وهى قياسها. ولا يجوز أن تقول : كتب إلى إمّه ولا على إمّه ؛ لأن الذي قبلها ألف فى اللفظ وإنما هى ياء فى الكتاب : «إلى» (٣) و «على». وكذلك : قد طالت يدا أمّه بالخير. ولا يجوز أن تقول : يدا إمّه. فإن قلت : جلس بين يدى أمّه ؛ جاز كسرها وضمها لأن الذي قبلها ياء. ومن ذلك أن تقول : هم ضاربو أمّهاتهم ؛ برفع الألف لا يكون غيره. وتقول : ما هم بضاربي أمّهاتهم وإمّهاتهم ؛ يجوز الوجهان جميعا (٤) لمكان الياء. ولا تبال (٥) أن يكون ما قبل ألف «أمّ» موصولا بها (٦) أو منقطعا منها ؛ الوجهان يجوزان فيه ؛ تقول : هذه أمّ زيد وإمّ زيد. وإذا ابتدأتها لم تكن إلا مرفوعة ، كما كانت «هم» لا تكون إلا مرفوعة فى الابتداء ، فأما «هم» فلا تكسر إلا مع حرف يتصل بها لا يفرق بينه وبينها مثل «بهم».
__________________
(١) كذا فى الأصول. وانظر ما كتب آنفا فى التعليق.
(٢) زيادة اقتضاها السياق.
وقوله بعد : «ولا اضربهم».
(٣) فى أ : «مثل إلى».
(٤) «جميعا» ساقط من أ.
(٥) فى ج ، ش : «يقال». وهو تحريف عما أثبت.
(٦) يريد الوصل والانقطاع فى الرسم والخط.