سرّه (ترك الخلافة منه للشفقة)(١) على الأُمّة ، فجعل اللّه القائم بالخلافة الحقّ من ولده .
قال : ورواية كونه من ولد الحسين واهية ، ومع ذلك لا حجّة فيه لما زعمته الرافضة من أنّ المهديّ هو الإمام أبو القاسم محمّد الحجّة ابن الحسن العسكريّ ثاني عشر الأئمّة على اعتقاد الإماميّة ؛ إذ ممّا يرد عليهم ما صحّ أنّ اسم أبي المهديّ يوافق اسم أبي النبيّ صلىاللهعليهوآله ، واسم والد محمّد الحجّة لا يوافق اسم والد النبيّ صلىاللهعليهوآله .
قال : ويردّه أيضاً قول عليّ : مولد المهديّ بالمدينة ، ومحمّد الحجّة هذا إنّما وُلد بـ «سرّ من رأى» .
ثمّ قال : ومن المجازفات والجهالات أنّ بعض الرافضة زعم أنّ رواية كون المهديّ من ولد الحسن ، وكذا رواية كون اسم أبيه اسم أبي النبيّ صلىاللهعليهوآله وَهْمٌ .
وزعم أيضاً أنّ الأُمّة أجمعت على أنّه من أولاد الحسين .
ثمّ أجاب بقوله : وأين لهم بتوهيم الرواة بالتشهّي ونقل الإجماع بمجرّد التخمين والحدس ؟
ثمّ قال : والقائلون من الرافضة بأنّ المهديّ هو هذا الحجّة بن الحسن يقولون : لم يخلف أبوه غيره ، ومات أبوه وله خمس سنين ، وآتاه اللّه فيها الحكمة كما آتاها يحيى عليهالسلام صبيّاً ، وجعله اللّه إماماً في الطفوليّة كما جعل عيسى عليهالسلام كذلك نبيّاً . ويقولون : له غيبتان : صغرى منذ ولادته إلى انقطاع السفارة بينه وبين شيعته ، وكبرى ، وفي آخرها يقوم ، وكان فقده سنة ستّ
____________________
(١) بدل ما بين القوسين في الصواعق هكذا : «ترك الحسن الخلافة للّه عزّ وجلّ شفقة» .