سمعتُ محمّد بن عثمان العمريّ قدّس اللّه روحه يقول : سمعتُ أبي يقول : سُئل أبو محمّد عليهالسلام وأنا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه عليهمالسلام : «إنّ الأرض لا تخلو من حجّة اللّه على خلقه إلى يوم القيامة ، وأنّ من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة» ، فقال عليهالسلام : «إنّ هذا حقّ كما أنّ النهار حقّ» .
فقيل له : يابن رسول اللّه فمَن الحجّة والإمام بعدك؟
فقال : «ابني محمّد ، وهو الإمام والحجّة بعدي ، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهليّة ، أما إنّ له غيبة يتحيّر فيها الجاهلون ، ويهلك فيها المبطلون ، ويكذب فيها الوقّاتون ، ثمّ يخرج فكأنّي أنظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة»(١) .
وروى جماعة عن موسى بن جعفر البغداديّ ، قال : سمعتُ أبا محمّد الحسن بن عليّ عليهماالسلام يقول : «كأنّي بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف منّي ، أما إنّ المُقرّ بالأئمّة بعد رسول اللّه صلىاللهعليهوآله المنكر لولدي كمن أقرّ بجميع (أنبياء اللّه ورسله ، ثمّ أنكر نبوّة)(٢) رسول اللّه صلىاللهعليهوآله [...] ، والمنكر لآخرنا كالمنكر لأوّلنا ، أما إنّ لولدي غيبة يرتاب الناس فيها إلاّ مَنْ عصمه اللّه»(٣) .
وروى الصدوق وغيره بلا واسطة عن أبي طالب المظفّر بن جعفر العلويّ السمرقنديّ ، قال : حدّثني جعفر بن محمّد بن مسعود ، عن أبيه
____________________
(١) كمال الدين : ٤٠٩ / ٩ ، كفاية الأثر : ٢٩٦ ، إعلام الورى ٢ : ٢٥٣ ، كشف الغمّة ٢ : ٥٢٨ ، بحار الأنوار ٥١ : ١٦٠ / ٧ ، الصراط المستقيم ٢ : ٢٣٢ .
(٢) بدل ما بين القوسين في «م» هكذا : «الأنبياء وأنكر» .
(٣) كمال الدين : ٤٠٩ / ٨ ، كفاية الأثر : ٢٩٥ ، إعلام الورى ٢ : ٢٥٢ ، بحار الأنوار ٥١ : ١٦٠ / ٦ ، الصراط المستقيم ٢ : ٢٣٢ .