قائمنا في غيبته ويصل به وحدته»(١) .
وروى الصدوق وجماعة : بإسناد لهم عن جابر ، عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، وبإسناد لهم عن الأصبغ بن نباته ، عن عليّ عليهالسلام ، وبإسناد لهم عن أبي بصير ، عن الباقر عليهالسلام : «إنّ ذا القرنين لم يكن نبيّاً ولا مَلِكاً ، ولكنّه كان عبداً صالحاً أحبّ اللّه فأحبّه اللّه ، وناصح للّه فناصحه»(٢) .
وفي رواية جابر عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : «أنّ ذا القرنين كان عبداً صالحاً جعله اللّه حجّة على عباده ، أمر قومه بالتقوى ودعاهم إليه فضربوه على قرنه فغاب عنهم زماناً ، حتّى قيل : مات أو هلك ، بأيّ وادٍ سلك؟ ثمّ ظهر ورجع إليهم فضربوه على قرنه الآخر ، وفيكم من هو على سنّته» وفي رواية جابر : ثمّ إنّ النبيّ[ص] قال : «وإنّ اللّه تعالى مكّن لذي القرنين في الأرض ، وجعل له من كلّ شيءٍ سبباً ، وبلغ المشرق والمغرب ، وإنّ اللّه عزّ وجلّ سيجري سنّته في القائم من ولدي فيبلّغه شرق الأرض وغربها حتّى لا يبقى منهل ، ولا موضعٌ منها سهل أو جبل وطئه ذو القرنين إلاّ وطئه ، ويظهر اللّه له كنوز الأرض ومعادنها ، وينصره بالرعب ، ويملأ به الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً»(٣) .
وروى الصدوق رحمهالله ، وغيره ، بلا واسطة عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضىاللهعنه ، قال : حدّثني أبو عليّ بن همّام ـ وهو جليل أيضاً ـ قال :
____________________
(١) كمال الدين : ٣٩٠ / ٤ .
(٢) كمال الدين : ٣٩٣ / ١ ، و٣٩٤ / ٣ ، تفسير العياشي ٣ : ١٠٩ / ٢٦٩٥ و٢٦٩٦ ، قصص الأنبياء للراونديّ : ١٢٠ / ١٢١ ، الاحتجاج ١ : ٥٤٥ / ١٣٢ ، بحار الأنوار ١٢ : ١٩٤ / ١٧ و١٩ .
(٣) كمال الدين : ٣٩٤ / ٤ ، إعلام الورى ٢ : ٢٤٩ ، كشف الغمّة ٢ : ٥٢٧ ، بحار الأنوار ١٢ : ١٩٤ / ١٩ .