من أعدائه ، ولا تطلب أثراً بعدَ عينٍ يا أحمد بن إسحاق» .
قال أحمد : فخرجتُ مسروراً فرحاً ، فلمّا كان من الغد عدتُ إليه ، فقلت له : واللّه ، لقد عظم سروري يابن رسول اللّه ، بما مننت علَيَّ ، فما السُّنّة الجارية [ فيه ] (١) من الخضر وذي القرنين؟ قال : «طول الغيبة يا أحمد» .
فقلت : وإنّ غيبته لتطول؟ قال : «إي وربّي ، حتّى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به ، ولا يبقى إلاّ من أخذه اللّه لولايتنا ، وكتب في قلبه الإيمان ، وأيّده بروح منه ، يا أحمد ، هذا سرّ من سرّ اللّه ، وغيب من غيب اللّه ، فخذ ما آتيتك واكتمه وكن من الشاكرين تكن معنا في علّيّين»(٢) .
وفي رواية الصدوق أيضاً بإسنادٍ عالٍ معتمد عليه عن الحسن بن عليّ ابن فضّال(٣) ، قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليهالسلام يقول : «إنّ الخضر عليهالسلام شرب من ماء الحياة فهو حيّ لا يموت حتّى ينفخ في الصور ، وأنّه ليأتينا فيسلّم علينا فنسمع صوته وقد لا نرى شخصه ، وأنّه ليحضر حيث ما ذكر ، فمن ذكره منكم فليسلّم عليه ، وأنّه ليحضر الموسم كلّ سنة فيقضي جميع المناسك ، ويقف بعرفة فيؤمّن على دعاء المؤمنين ، وسيؤنس اللّه به وحشة
____________________
(١) إضافة من المصدر .
(٢) كمال الدين : ٣٨٤ / ١ .
(٣) هو الحسن بن عليّ بن فضّال التيمليّ الكوفيّ ، يكنّى أبا محمّد ، كان من أصحاب الرضا عليهالسلام وكان خصّيصاً به ، وكان جليلَ القدر عظيم المنزلة زاهداً ورعاً ، ثقة في الحديث وفي رواياته ، له كتب منها : كتاب الصلاة ، والديات ، والبشارات : وغيرها .
توفّي سنة ٢٢٤ هـ .
انظر : الفهرست للطوسي : ٩٧ / ١٦٤ ، رجال النجاشيّ : ٣٤ / ٧٢ ، رجال الطوسيّ : ٣٥٤ / ٥٢٤١ ، تنقيح المقال ١ : ٢٩٧ / ٢٦٧٠ .