وروى الكليني ، وجماعة أيضاً عن الحميريّ ، قال : قلتُ لمحمّد بن عثمان العَمري رضىاللهعنه ـ الوكيل الثقة الجليل ـ بمحضر أحمد بن إسحاق : إنّي أسألك سؤال إبراهيم ربّه جلّ جلاله حين قال له : (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)(١) ، فأخبرني عن صاحب هذا الأمر ، هل رأيته ؟ قال : نعم ، وله رقبة مثل ذي ، وأشار بيده [ إلى عنقه ] (٢) .
وفي رواية الكلينيّ : إنّ الحميريّ قال : فقلت له : فالاسم؟ قال : محرّم عليكم أن تسألوا عن ذلك ، ولا أقول هذا من عندي ، فليس لي أن أُحِلّل ولا أن أُحرّم ، ولكن عنه عليهالسلام فإنّ الأمر عند السلطان أنّ أبا محمّد عليهالسلام مضى ولم يخلّف ولداً وقسّم ميراثه ، وأخذه من لا حقّ له فيه ، وهو ذا عيالُهُ يجولون ، ليس أحدٌ يَجْسر أن يتعرّف إليهم أو يُنيلَهم شيئاً ، وإذا وقع الاسم وقع الطلب ، فاتّقوا اللّه وامسكوا عن ذلك .
قال الكلينيّ : وحدّثني شيخ من أصحابنا ـ ذهب عنّي اسمه ـ أنّ العَمريّ سأل عن(٣) أحمد بن إسحاق عن مثل هذا فأجاب بمثل هذا(٤) .
وروى الجماعة كلّهم عن حمدانَ القلانِسيِّ قال : قلتُ للعَمْريّ : قد مضى أبو محمّد عليهالسلام ؟ فقال : قد مضى ولكن قد خلّف فيكم مَن رقبته مثل
____________________
(١) سورة البقرة ٢ : ٢٦٠ .
(٢) الكافي ١ : ٢٦٥ / ١ (باب في تسمية من رآه عليهالسلام ) ، كمال الدين : ٤٣٥ / ٣ ، الغيبة للطوسي : ٢٤٣ / ٢٠٩ ، إعلام الورى ٢ : ٢١٨ ، بحار الأنوار ٥٢ : ٢٦ / ٢٠ ، وما بين المعقوفين أضفناه من كمال الدين.
(٣) في النسخ : عند ، والصواب ما أثبتناه من المصدر .
(٤) الكافي ١ : ٢٦٥ / ١ (باب في تسمية من رآه عليهالسلام ) .