وصيّ المسيح ، أُنبئكَ العجب العجيب : أنّ جدّي قيصر الروم أراد أن يزوّجني من ابن أخيه ، وأنا من بنات ثلاث عشرة سنة ، فجمع في قصره من نسل الحواريّين من القسّيسين والرُهبان وملوك العشائر وأمثالهم خَلقاً عظيماً ، وأبرز عرشاً مصنوعاً من أصناف الجواهر ، فرفعه فوق أربعين مَرْقاة ، فلمّا صعد ابن أخيه وقامت الأساقفة ، ونُشرت الإنجيل تساقطت الصُّلبان من الأعالي إلى الأرض ، وخرّ الصاعد على العرش مغشيّاً عليه ، فتغيّرت وجوه الأساقفة ، وقال كبيرهم لجدّي : أيّها الملك ، اعفنا عن هذه النحوس .
فقال جدّي : أقيموا هذه مرّةً أُخرى ، وارفعوا الصُّلبان واحضروا أخا هذا المدبّر المنكوس لأُزوّج منه هذه الصبيّة ، فلمّا فعلوا ذلك أيضاً حدث على الثاني ما حدث على الأوّل ، فتفرّق الناس وقام جدّي قيصر مغتمّاً ، فدخل قصره .
فأريتُ أنا تلك الليلة كأنّ المسيح وشمعون وعدَّة من الحواريّين قد اجتمعوا في قصر جدّي ، ونصبوا منْبراً ، يُباري السماء عُلوّاً وارتفاعاً في الموضع الذي كان جدّي نصب فيه عرشَه ، فدخل عليهم محمّد صلىاللهعليهوآله مع فتيةٍ وعِدّةٍ من بنيه ، فيقوم إليه المسيح فيعتنقه فيقول : «يا روح اللّه ، إنّي جئـت خاطباً مـن وصيّك شمعون فتاته مليكة لابني هذا» وأومأ بيده إلى أبي محمّد ، ابن صاحب هذا الكتاب ، فنظر المسيح إلى شمعون ، وقال له : «قد أتاك الشرف فَصِلْ رَحِمكَ بَرحِم رسول اللّه صلىاللهعليهوآله » قال : قد فعلتُ .
فصعدوا ذلك المِنْبَر ، وخطب محمّد صلىاللهعليهوآله وزوّجني من ابنه ، وشهد المسيح عليهالسلام وشهدوا بنو محمّد عليهمالسلام والحواريّون .
فلمّا استيقظت من نومي أشفقت أن أَقُصَّ هذه الرؤيا على أبي