فقلت لهم : أنا متمسّك بدينٍ ولا أدعه إلاّ ببيان ، فدعا لي الأمير الحسين بن اشكيب وقال له : يا حسين ، ناظر الرجل .
فقال : العلماء والفقهاء حولك فمرهم بمناظرته ، فقال له : ناظره كما أقول لك وَاخلُ به ، وَالطُفْ له ، فخلا بي الحسين وأعلمني أنّ خليفته هو ابن عمّه وزوج ابنته فاطمة الزهراء عليهاالسلام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وهو أبو ولده الحسن والحسين عليهماالسلام ، فقلت : اللّه أكبر ، هذا الذي طلبتُ ، فأسلمت وقلت : إنّا نجد في كتبنا أنّه لا يمضي إمام وخليفة إلاّ عن خليفة ، فمَنْ كان خليفة عليّ عليهالسلام ؟
قال : الحسن ، ثمّ الحسين ، ثمّ سمّى الأئمّة حتّى بلغ الحسن عليهمالسلام ثمّ قال : تحتاج أن تطلب خليفة الحسن وتسأل عنه ، فإنّه غائب عن أكثر الناس ، فأخبرت الأمير بأنّي وجدتُ ما طلبتُ وخرجت في الطلب ، قال محمّد بن محمّد : فوافى قُمّ وقَعَدَ مع أصحابنا في سنةِ أربع وستّين ومائتين وخرج معهم حتّى وافى بغداد .
قال محمّد : فحدّثني غانم قال : بينا أنا واقف متفكّر فيما قصدت لطلبه إذ أتاني آتٍ فقال : أنت فلان اسمه بالهند ، فقلت : نعم ، فقال : أجب مولاك فمضيت معه ، فلم يزل يخترق بي المحالّ والطرق حتّى أدخلني داراً وبستاناً ، فإذا أنا به [ عليهالسلام ] جالس فقال : «مرحباً بك يا فلان بالهنديّة ، كيف حالك؟ وكيف خلّفت فُلاناً وفُلاناً وفُلاناً؟» حتّى عدَّ الأربعين كلّهم بأسمائهم واحداً واحداً ، ثمّ أخبرني بما تجاريناه ، كلُّ ذلك بكلام الهند ، ثمّ قال : «أردتَ الحجّ مع أهل قمّ؟» قلت : نعم يا سيّدي ، فقال : «لا تحجَّ معهم وانصرف سَنَتَكَ هذه إلى خراسان وحجَّ من قابلٍ» ، ثمّ ألقى إليَّ صُرّةً كانت بين يديه ، وقال : «اجعلها نَفَقَتَكَ ولا تَدخُل في بغداد دار أحد ، ولا تخبر