أُخرى أيضاً تدلّ على فضلها على أقرانها ، أعني : مريم عليهاالسلام وأمثالها ، فضلاً عمّا سواهنّ .
نحو كون ولادتها على فطرة الإسلام .
ونحو : عدم تنجّس نطفتها بسفاح ، ولا بجاهليّة الكفر من آدم إلى الخاتم ، كما هو الحقّ الصحيح الثابت من النصوص الواردة عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام عن النبيّ صلىاللهعليهوآله (١) .
ونحو : ما ذكره بعض العلماء في بيان فضلها على مريم ، حيث قال : إنّ مريم كفّلها زكريّا ، والزهراء كفّلها رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، ولا كلام في فضل كفالة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله على كلّ كفالة(٢) وكفالة اليتيم مندوب إليها ، وكفالة الولد واجبة ، ورزق مريم من الجنّة ، وخلق فاطمة عليهاالسلام من رزق الجنّة ، وولدت مريم عيسى عليهالسلام في أيّام الجاهليّة ، وولدت فاطمة الحسن والحسين عليهماالسلام سيّدي شباب أهل الجنّة على فطرة الإسلام .
وقال حسّان بن ثابت(٣) في شعره :
وإنّ مريم أحصنت فرجها |
|
وجاءت بعيسى كبدر الدجى |
____________________
(١) انظر : أوائل المقالات : ٥١ ـ ٥٢ ، ومجمع البيان ٣ : ٥١٦ ، وبحار الأنوار ٤٣ : ٢ / ١ .
(٢) في «م» و«ن» : «على كفالة زكريّا» بدل عن «على كلّ كفالة» .
(٣) هو حسّان بن ثابت بن المنذر الأنصاريّ ، يكنّى أبا الوليد ، وأبا الحسام ، وأبا عبد الرحمان ، يقال له : شاعر رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وصاحبه ، كان من فحول الشعراء ، عاش مائة وعشرين سنة ، ستّين سنة في الجاهليّة ، وستّين سنة في الإسلام ، ومن شعره المتواتر عنه ما قاله يوم غدير خمّ ، فقال له النبيّ صلىاللهعليهوآله : «لا تزال يا حسان مؤيّداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك» .
مات سنة ٥٤ هـ .
انظر : الكنى والألقاب للشيخ عباس القميّ ٢ : ٢١٤ ـ ٢٢٠ ، الشعر والشعراء لابن قتيبة : ١٨٨ ، الاستيعاب ١ : ٣٤١ / ٥٠٧ ، اُسد الغابة ١ : ٤٨٢ / ١١٥٣ ، سير أعلام النبلاء ٢ : ٥١٢ / ١٠٦ .